وقالت مديرة المؤسسة مسك الجنيد في كلمتها الافتتاحية إن المؤسسة تعمل خلال الفترات القادمة على تنفيذ العديد من المشاريع التي تستهدف النازحين واللاجئين في اليمن وسوريا، إضافة إلى المشاريع التي أنجزت خلال العام الماضي، من بينها إنشاء مركز للأطراف الصناعية لجرحى الحرب، بالإضافة إلى مشاريع مساعدة النازحين.
بدورها ألقت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان كلمة تطرقت فيها إلى المشاهد التي عايشتها أثناء زيارتها لمخيمات اللاجئين خلال الفترات الماضية في تركيا والأردن وسوريا وبنجلادش وصربيا وكرواتيا وألمانيا.
وقالت كرمان إن تدفق اللاجئين لا يمكن أن يتوقف عبر إقفال الحدود أو الأسلاك الشائكة والقمع وكلاب الحراسة التي يطلقونها على اللاجئين أثناء عبورهم، وأن ذلك يتنافى مع القيم الإنسانية والمعايير التي قامت على أساسها دول الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت كرمان أن اليمن يعاني من كارثه إنسانية كبيرة وأن اليمنيين أصبحوا يواجهون حروباً متعددة، وفي كل هذه الحروب، هناك جوع ومرض، نزوح، ولجوء، وقتل للمدنيين واستهداف للحياة.
وأضافت بأن السعودية والإمارات تريدان أن يبقى اليمن في حالة اللادولة، لكي يتكمنوا من ابتلاع جزرها وسواحلها واستمرار الوصاية والهيمنة عليها.
وأكدت كرمان بأن القتلة في بورما وسوريا واليمن والعراق وأفغانستان وأفريقيا وكل مكان يرتكبون الجرائم ضد المدنيين، لا يفرقون بين رجل أو امرأة ويقومون بهدم البيوت واستخدام سياسة الأرض المحروقة، وذلك يعتبر عارا على الإنسانية اليوم.
وأفادت كرمان بأن الإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة حول عدد النازحين قسرا في كافة أنحاء العالم للعام 2016 تخطى حاجز ال 65 مليون نازح.
ودعت كرمان العالم إلى القيام بخطوات فعلية تجاه ما يحدث من إبادة وحشية لمسلمي الروهينغا وحالات الاغتصاب الجماعي التي يتعرضون لها، والقتل والتمثيل بالجثث والحرب والشنق وقطع أعناق ورقاب الأطفال أمام آبائهم، مطالبة باستقبال اللاجئين وفتح الحدود لهم وإيواءهم والالتزام بمعايير القوانين الإنسانية وتوفير الاحتياجات الخاصة بالنساء والأطفال، خاصة أولئك الذين يسافرون وحدهم.
وعن سوريا قالت كرمان إن الوضع لا يختلف كثيرا، حيث قتل بشار الأسد أكثر من نصف مليون سوري، وهناك ملايين النازحين واللاجئين، إضافة الى القصص المروعة التي يتعرض لها المواطنون من التعذيب والقتل والتشريد.
وتحدثت أيضا في الندوة المحامية السورية "مجد شرابجي" والمعتقلة سابقاً، عن أوضاع النساء السوريات في مخيمات اللجوء أيضا داخل المدن السورية جراء الحرب وفي دول أوربا وتركيا.
وبدأت شرابجي من قصة زوجها الذي استشهد تحت التعذيب في سجون النظام السوري، مرورا بمعاناة النساء داخل الحدود السورية نتيجة الوحشية التي يتعامل بها بشار الأسد، وقالت إن النساء كن يغادرن وحدهن من ديارهن فيما يبقى الرجال للدفاع عن مناطقهم وبذلك يتعرضن لكل أنواع المعاناة.
الناشطة "شيرين حق" من بنجلادش، تحدثت أيضاً خلال الندوة عن معاناة النساء والنازحين من الروهينغا إلى بنجلادش وسردت عشرات القصص التي سمعتها، وقالت إن هناك مشاهد صدمت برؤيتها أثناء زيارتها لمخيمات اللاجئين هناك مع الحائزات على جائزة نوبل قبل أيام، وقالت إن جنود ميانمار يرتكبون جرائم حرب بدم بارد ضد مسلمي الروهينغا وسط صمت فاضح للعالم.
وقام نبيل البيضاني رئيس مؤسسة سام للحقوق والحريات في جنيف أيضا بتسليط الضوء على معاناة النساء اليمنيات جراء الأوضاع الراهنة، وقال إن اليمن يتعرض لحصار خانق، حيث لم يعد أحد يستطيع الخروج من البلاد أو العودة إليها.