منذ حط أول إمام سيفه واقدامه في أرض الجنتين غرسوا ثقافة تحقير العمل وتبخيس المهن وفرز اليمنيين الى طبقات على أساس المهن وهذا بدوره عمل على ضرب ثقافة العمل التي كانت متجذرة في الوعي الحضاري لليمنيين.
العمل في اليمن بين ثقافتين هذا ماتقوله الصورة الذهنية العامة بين ثقافة تجد العمل والإنتاج وتولي العمال اهتمام كبير وهم الذين على اياديهم شهدت المدرجات الزراعية والعمارة اليمنية حضور بارز عبر التاريخ.
ثقافة أخرى استعلائية دخيلة تحتقر العمل والعمال وتعمل على ابقاء كتل بشرية في المرتفعات العليا ضمن طوق البطالة الموجهة.
تحقير العمل والمهن افرز كتل بشرية في حالة استعداد حربي دائم تحت لافتات عديدة من بينها النكف وتحويل اليمنيين الى مخزن احتياطي للحروب المستدامة بدلاً من الدفع بهم الى سوق العمل.
حضور العمل في الأغاني والمهاجل اليمنية "المعينة في اب ـ واللاله في تعز والمهاجل الزراعية في حجة وتهامة ويافع تعكس الإيمان المبكر للشعب بالعمل اضافة الى الاغاني العمالية التي حضرت بشكل لافت في منذ ميلاد المشروع الوطني الجمهوري في الجنوب والشمال "
الحركة العمالية في اليمن منذ الانقلاب والاجتياح شهدت تجريف واسع ومضايقات خصوصاً في ظل سيطرة الانقلاب على مقدرات البلد وانهيار الاقتصاد ما ادى هجرة الايادي العاملة اليمنية الى الخارج وبحسب التقارير فان ثمانية مليون فقدوا اعمالهم واغلقت عشرات المصانع.
في كل ذكرى لعيد العمال يتذكر اليمنييون اللحظات الذهبية للحركة العمالية التعاوينة في عهد الرئيس الشهيد الحمدي في الشمال والرئيس الشهيد سالمين في الجنوب ولاتغيب عن ذاكرة الاجيال الاغنية ذائعة الصوت " شجروها شجروها .. ارضنا ذات الجمال "