ماذا وراء اندفاع الإمارات لتحسين علاقتها مع إيران؟

  • معد التقرير: قناة بلقيس - خاص
  • 01,أغسطس 2019
أبوظبي التي تدخلت في اليمن تحت لافتة محاربة وكلاء إيران، مليشيا الحوثي، ها هي اليوم تهرول لمد جسور التعاون العسكري والاقتصادي والدبلوماسي مع طهران، في لحظة وصلت فيها المواجهة مع ايران ومليشياتها إلى المرحلة الحرجة قبل انفجار الوضع.
هذا التحول في السياسة الإماراتية والذي بات يتخفف من مسؤوليته تجاه السعودية، ويذهب نحو عدوها الأول "إيران" لم يكن مفاجئا لبعض الناشطين والمتابعين للأحداث.
 
تحول واضح
 
وعن أبعاد التحول الذي طرأ على سياسة أبو ظبي تجاه طهران مؤخرا وانعكاسه على الحرب في اليمن، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبدالباقي شمسان إن هذا التحول واضح منذ البداية وهناك تنسيق بين الدولتين على كيفية إعادة تشكيل الجغرافيا والهوية اليمنية بين إيران والإمارات من خلال دعم مليشيا الحوثي والمجلس الانتقالي والتنسيق بينهم.
 
وأضاف شمسان، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" مساء الأربعاء، أن استراتيجية الإمارات في اليمن واحدة ولم تتغير، وإعلان الانسحاب من اليمن مرحلة من مراحل هذه الاستراتيجية.
 
وبعد أن كانت العلاقة مع إيران في الظل أو شماعة للاتهامات أصبحت الآن نشاطا علنيا يمارس أمام العالم، فهل هذه الخطوة عبارة عن مناورة سياسية أم تحول نوعي في خارطة تحالفات المنطقة؟
عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد آل زلفى أوضح إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي لا يريدون علاقات متوترة مع إيران، لكن إيران هي المشكلة.
 
777777777

وإذا كان هناك تقارب مع طهران من أجل حل هذه المشكلة والمشكلات التي خلقتها إيران بالمنطقة-بحسب زلفى- فهذا أمر طيب إذا صحت هذه الاتصالات أو هذا التقارب، والإمارات باب أولى أن تكون جزء من هذا التقارب.
 
وعن تناقض أبو ظبي في حرب اليمن ومحاولتها طعن حليفتها الرياض من خلال التقارب مع طهران، يرى زلفى أن الإمارات لن تذهب إلى أي سياسة مع إيران قد تضر بموقف التحالف من إيران وأذرعها في المنطقة.

زلفى أشار إلى أن الإمارات حققت أهدافها في اليمن وخاصة في المحافظات الجنوبية، مستدركا بما قاله الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله  قبل أيام بأن اليمن لن يكون يمنا واحداً.
الإمارات شكلت منذ الوهلة الأولى مصدر خذلانا كبيرا ليس للشرعية فحسب، بل للتحالف، وعلى رأسه السعودية التي باتت تدير سباقا إن لم يكن صراعا مزدوجا مع الإمارات في اليمن.

من جهتها، الناشطة السياسية سمية الثور أوضحت أن تدخل السعودية ودول الخليج بشكال عام في اليمن بدأ من زمن، لكن بشكل عملي وواضح وبدعم دولي كان من خلال المبادرة الخليجية.
الثور أضافت إلى أن الأزمة الخليجية بين قطر والسعودية والإمارات انعكست على مستوى الحرب في اليمن وطريقة تعاطي الأطراف الأخرى.

وبحسب الثور فإن الإماراتيين من أول يوم من تدخل التحالف وهم يعرفون ماذا يريدون في اليمن وما هي خططهم.

وأوضحت أن السعودية لم تكن بصف اليمنيين بدليل الأربع السنوات من الحرب التي مرت في اليمن، وأتضح في الأخير أن شريكها في التحالف(الإمارات) أصبح هو العدو الأول لليمن  ولليمنيين.
خسرت السعودية جهود حليفها على الساحة اليمنية، ما جعلها وجهاً لوجه أمام التحديات التي تركتها السياسة الاماراتية في البلد، وبهذه الخطوة يمكن القول إن السعودية باتت وحيدة في مواجهة إيران.
 
تحييد الرياض
 
وتحدثت الثور عن العلاقات الاقتصادية التي تربط أبو ظبي وطهران، وهو الأمر الذي يوطد العلاقات بينهما ويدفع أبو ظبي إلى تحييد ارتباطها مع السعودية، موضحا أن القادم سيكون أسوأ على السعودية وعلى المنطقة برمته بسبب العلاقات الإقليمية.
 

والمشكلة هنا تكمن-بنظر الثور- في السعودية التي تملك أموالا طائلة وأسلحة مهولة، ولا تعرف أهدافها التي تحمي أرضها واستراتيجيتها الوطنية التي تتكلم عنها.
واعتبرت الثور السعودية بموقف الضعيف جدا، مضيفا أنها ستضطر "مجبرة" أن تقدم تنازلات كبيرة  أمام الإمارات وإيران.

وبحسب شمسان؛ فإن الدولة التي أصبحت قوية الآن وتتحكم في اليمن والعراق وسوريا ولبنان ومن سيتحاور معها الغرب هي إيران وليس السعودية التي أصبحت دولة "قُطرية" ضعيفة لديها صراع داخلي بعكس الإمارات التي تملك خبراء واستشاريين وامكانيات مادية.
 
ومنذ مدة طويلة وتقارير إعلامية تتحدث عن خلافات بين السعودية والإمارات بشأن الحرب في اليمن، لكن إعلام البلدين يؤكد أنها مجرد تقارير كاذبة تروج لـ"أسطوانة مشروخة".