بنهاية العام 2016 كان المشهد العسكري يكتنفه الجمود.. حيث جبهات التماس تمتد من منطقة ذباب على الساحل الغربي مرورا بريف ومدينة تعز، وحتى مريس الفاصلة بين الضالع وإب، وصولا الى البيضاء في جبهات الزاهر وقيفة، ثم شرقا باتجاه بيحان وعسيلان في محافظة شبوة، وصولا الى منطقة صرواح ثم نهم وحتى المصلوب في محافظة الجوف، ومرة أخرى غربا باتجاه ميدي على الساحل الغربي.
جبهات التماس هذه كانت في نهاية ألفين 2016 شبه متوقفة، إلا من مناوشات لم تحدث فرقا يذكر، لكن الموازين لم تستمر كذلك، فما الذي حصل خلال 2017:
- في بداية يناير فتح التحالف والشرعية جبهة جديدة في محافظة صعدة، حيث تم تحرير منفذ علب والمواجهات مستمرة في البقع وباقم.
- في السابع من يناير أطلق الجيش والتحالف عملية الرمح الذهبي لتحرير الساحل الغربي، وبدأت بتحرير منطقة ذباب والتقدم شمالا باتجاه المخا.
تقدم في جبهات وجمود في أخرى.. وهو ما يضع تساؤلاً، لماذا يؤخر التحالف حتى الآن قرار تحرير تعز ومريس والبيضاء وميدي؟
- في الثامن من فبراير أعلن الجيش الوطني استكمال تحرير مدينة المخا ومينائها الاستراتيجي.
- بعد تحرير المخا عاد الهدوء النسبي للجبهات أشهرا طويلة، وخيم الجمود العسكري على الأزمة اليمنية.
- وفي ال 27 من يوليو أعلن الجيش السيطرة على معسكر خالد بن الوليد الذي مثل إضافة استراتيجية للشرعية.
- في الرابع من ديسمبر قتل علي صالح زعيم أحد طرفي الانقلاب بعد أن دعا أنصاره لمواجهة الحوثيين، لكن الحوثيين قمعوا مبكرا هذه التحركات وصفّوا بعض القيادات التي استجابت لدعوة صالح في أكثر من محافظة.
- مقتل صالح أربك الأوراق الإقليمية ودفع التحالف الى محاولة ترتيب العلاقة بين الشرعية وما تبقى من حزب المؤتمر بهدف التصعيد العسكري ضد الحوثيين.
- في السابع من ديسمبر تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من التقدم في الساحل الغربي وتحرير مدينة الخوخة والتقدم الى مشارف مديرية حيس التابعة للحديدة.
- وفي الثامن عشر من ديسمبر حرر الجيش الوطني مديريتي بيحان وعسيلان ما يعني تحرر محافظة شبوة بالكامل.
- وفي الثالث والعشرين من نفس الشهر تقدم الجيش باتجاه محافظة البيضاء وحرر أجزاء من مديريتي نعمان وناطع.
- بالتزامن مع هذه المعارك أحرزت قوات الجيش الوطني تقدماً في محافظة الجوف وتمت السيطرة على الخط الدولي الواصل بين محافظتي صعدة والجوف.
إذن، تحررت خلال العام مناطق ذباب والمخا والخوخة في الغرب، فيما تم تحرير مناطق بيحان وعسيلان التابعة لمحافظة شبوة، وأجزاء من محافظة البيضاء، بالإضافة إلى إحراز تقدم في جبهة صرواح التابعة لمحافظة مأرب وجبهة نهم وجبهة الجوف أيضا، وتحرير مناطق واسعة من محافظة صعدة شمالاً.
على صعيد الخسائر البشرية صرح ناطق التحالف تركي المالكي قبل أيام أن المليشيا تكبدت خسائر بشرية بمقتل أكثر من أحد عشر وثلاثمئة مسلح خلال الثلاثة الأشهر الماضية، فيما وصلت الخسائر في الأسلحة والمعدات إلى ستة آلاف وسبعمائة وثلاثين آلية.
على مستوى القادة الميدانيين فقد كان العام 2017 عاما أسودَ على المليشيا بمقتل العشرات منهم أبرزهم طه المداني وياسر الأحمر وأنباء غير مؤكدة عن مقتل القيادي البارز يوسف المداني.
وبالمقابل فقد أطلق الحوثيون 85 صاروخا باليستيا على المملكة السعودية، بحسب تصريح ناطق التحالف، بعضها وصلت إلى العاصمة الرياض.
خطاب الحكومة اليمنية وخصوصا الرئيس هادي لم يكن واضحا كما هو خلال الفترة الأخيرة، حيث كرر في أكثر من مناسبة أن الحل العسكري هو الوسيلة الوحيدة لحل الأزمة اليمنية، وأن الجيش ماضٍ في تحرير كامل التراب الوطني، وقد تعهد للشعب مراراً أنه سيرفع العلم الجمهوري فوق جبال مران.