حرب الفضاء الإلكتروني في مواجهة الإمارات.. هل يكسبها اليمنيون؟

  • معد التقرير: قناة بلقيس- خاص
  • 05,سبتمبر 2019
حملة شعبية يمنية واسعة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة المنتجات الإماراتية حققت تفاعلا واسعا بين الأوساط العربية والدولية عبر لغات مختلفة ضج بها موقعي تويتر وفيس بوك خلال الأيام الماضية.
بحسب القائمين عليها، فإن الحملة تهدف لمواجهة نظام بن زايد الذي يخوض حربا ضد اليمنيين ودولتهم، وتكشف جرائمه ضد اليمنيين أمام العالم، متضمنة بعداً اقتصاديا، اللغة التي يفهما قادة الامارات.
إساءة السياسيين والنشطاء الإماراتيين لقيادات الدولة اليمنية، واستهدافهم للجيش الوطني، استثار غضب اليمنيين، ودفعهم لخوض معركة قد تبدو أنها غير متكافئة، إلا أنها قد تكون مؤثرة أيضاً.
 
استياء من سياسة الإمارات

أحدث النشاط اليمني في تويتر تأثيراً واسعاً، ليس فقط من ناحية إعادة تعريف الأزمة اليمنية وأطرافها، بل وحتى على مستوى الاستجابة.
هاشتاج #قاطعوا_طيران_الامارات انتشر بعدة لغات عالمية، وحظي بتضامن عربي ودولي واسع عكس كمية الاستياء الكبير من سياسة دولة الإمارات الخارجية تجاه معظم الدول العربية، وتسببها بتقويض السلم في كثير من بلدان المنطقة.
لم تقتصر الحملة الشعبية على مقاطعة طيران الإمارات، بل شملت دعوات لمقاطعة المنتجات الإماراتية، مع ما تضمنته الحملة من إثارة تساؤلات حول مستوى التنسيق الاقتصادي بين أبو ظبي ومليشيا الحوثي، خصوصاً أنه جرى استهداف معظم المصانع الوطنية ليتبعها لاحقاً إغراق السوق اليمنية بالمنتجات الإماراتية والسعودية.
فهل سيبقى الغضب الشعبي محصورا في تويتر؟ أم سيمتد حتى يصبح واقعاً على الأرض ليحقق ما عجزت الأجهزة الرسمية عن تحقيقه؟
 
تعبير ذاتي
 
الإعلامي عبدالله الحرازي قال إنه لم يعد لدى اليمنيون سوى التعبير الذاتي عن غضبهم ومواقفهم تجاه ما يتعرض له بلدهم من مؤامرات كانت الإمارات هي رأس الحربة فيها والخنجر الذي غُرس في خاصرة اليمنيين.
وأضاف الحرازي، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة بلقيس مساء أمس، أن الحملة جاءت بعد عجز القنوات الرسمية عن المواجهة كما يجب ويستحق الموقف، سواء عبر الدبلوماسية اليمنية الخاملة، أو عبر المواقف الرسمية الأخرى، مما دفع باليمنيين بأخذ زمام المبادرة لشرح الوضع اليمني وللتصدي لحملات التزوير والتشويه التي تمارسها آلة الإعلام الإماراتي وأتباعها في الداخل والخارج.
 

 
ولفت الحرازي إلى أن الحرب في اليمن لها أُسس ودواعي اقتصادية، خاصة من قبل دولة الإمارات التي سعت منذ اللحظة الأولى لتحقيق أهداف اقتصادية تحت غطاء تدخلها في الحرب وتأثيرها في الصراع.
وعن تأثير هذه الحملات، أوضح الحرازي أن لهذه الحملات تأثير كبير وملموس باعتبار الإمارات قائمة على أمرين: الأول هو الاقتصاد، والأمر الثاني هو السمعة.
أثر كبير.
 
من جهته؛ الباحث الاقتصادي عبدالواحد العوبلي، قال إن هذه الحملات تؤدي إلى تغيير أو توصيل صورة معينة عن الدولة التي تقوم بالنشاط التجاري، وبالتالي تؤدي إلى تغيير مواقف المساهمين والمستثمرين الكبار تجاه الدول المتورطة في انتهاكات إنسانية أو استعمارية ضد شعب معين.
وسرد العوبلي عدد من الحملات التي انطلقت في عدد من الدول والتي دعت إلى مقاطعة الدول أو الشركات والنجاح الذي حققته تلك الحملات، لافتا إلى أن هناك أثر كبير وبالغ لحملات المقاطعة.
 
توحيد الشارع اليمني
 
الصحفي فهد سلطان قال إن هذه الهاشتاجات الجديدة على وسائل التواصل وخاصة على موقع تويتر لها أكثر من جانب، فهي من زاوية وحدت الشارع اليمني ضد الاستفزازات التي كان يقوم بها ما يسمى بالذباب الإلكتروني الرسمي في دولة الإمارات، ومن زاوية أخرى إنها استخدمت في سلاح من خلال اطلاق عدد من الحملات أتت أُكلها بشكل كبير.
ولفت سلطان إلى أن: "هذه الحملات حققت شيئين في وقت واحد تمثلت في إيقاف عدد من الذباب الالكتروني الذي كان مخصص للشتم والسب والتهديد لليمنيين، والخطوة الثانية أن هذه الحملات التي استهدفت الاقتصاد الإماراتي أتت ثمارها، فموقع صحيفة البيان الإماراتية تحدث أن الطيران الإماراتي خفض تذاكر لما يقارب 40 بالمئة تزامنا مع الحملات التي أطلقت في هذا الاتجاه".

وعن حجم الزخف في تويتر ومدى حضور اليمنيين فيه رغم تفضيلهم لموقع فيس بوك، قال سلطان إن شهرة موقع تويتر وتواجد النخب والشخصيات فيه جعل له حضور أكبر، وأنضم إليه اليمنيين للدفاع عن بلادهم وقضيتهم الأساسية بعد الهجوم الشرس للذباب الالكتروني الإماراتي الذي يتكلم بلغة سوقية وابتذال.
 
وتطرق الحرازي إلى وجود المنتجات الإماراتية في السوق اليمنية بكثرة، خصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، وعبر عن صدمته بحجم التبادل التجاري بين الإمارات ومليشيا الحوثي واستغلالهم لليمن ودماء أبنائه.
بدوره؛ الناشط السياسي زيد الشليف قال إن أي تحرك في تويتر سواء كان على المستوى الأوروبي أو العربي يزعج الإمارات بشكل غير عادي، كون سمعة الإمارات في أوروبا قائمة على الرشوة لتبييض جرائمها لدى مؤسسات حكومية ولدى الدول والمحاكم في أوروبا، مؤكداً أن هذه الحملات ستأتي ثمارها وسيكون هناك نتائج خلال الأيام المقبلة.
ولفت الشليف إلى تجاهل الإعلام الأوروبي للمجزرة التي ارتكبتها دولة الإمارات بحق أفراد الجيش الوطني مؤخرا، ولا يستبعد أن يكون هذا التجاهل مدفوع، بحسب الشليف.