درسوا العلوم العسكرية و تخرجوا من الكليات العسكرية والأمنية وخدموا في مواقعهم لسنين طويلة قبل انقلاب مليشيا الحوثي وسيطرتها على البلاد، فلم يقبلوا تلقيَ الأوامرِ من المليشيا، وقرروا الانضمام للجيش الشرعي الذي يتلقى أوامرَه من وزير الدفاع ورئيس الجمهورية.لكن الكثير منهم ومنذ إعلان انضمامه للجيش الشرعي وهو ينتظر الاعتراف بانضمامه، أو الاستفادة من خبرته، أو حتى تسليم راتبه، لكن الانتظار طال، وأحوال الضباط المنضمين للجيش الشرعي في تدهور مستمر

عاهد الباروتيشاب خرج ضمن تشكيلات المقاومة الشعبية في وجه مليشيا الحوثي في أول أيامها بشهر مارس 2015، وفي شهر يوليو أصيب بجراح تسببت في بتر قدمه، ثم تعرض للاختطاف بينما كان في طريقه للعلاج في عدن، وبقي في سجون الحوثيين جريحا وأسيرا لثمانية أشهر، خرج منها بفدية دفعها أهله، لكنه خرج من سجن الحوثيين إلى متاهة الإهمال.

أسرةٌ نزحت من منطقةٍ خطرةٍ إلى بيت مهجور، وما إن استقرَّ بها المقامُ حتى صار البيتُ المهجورُ واقعًا في خطِّ تماسٍ من جديد، ولم تمضِ من شهر رمضان سوى أيامٍ قليلة حتى دخل الحزنُ إلى بيتهم الصغير.البيتِ الذي وقع في مرمى سلاحٍ لا يلتزمُ بقانونِ الحرب ولا أحكامِ الشرع التي ضمنت للمدنيين المسالمين حقَّهم في الأمان على أنفسِهم في طرقهم ومساكنهم

شباب سدت في وجوههم الأبواب، وأغلقت عليهم الحياة طرقها حتى وجدوا أنفسهم في طريق التجنيد غير القانوني يبيعهم سماسرة ويشترهم آخرون، ويعدونهم بالتجنيد والترقيم والرواتب الخيالية، وما هي سوى وعود جوفاء مغلفة ببهرج من القول.يذهبون بإرادات مسلوبة للقتال في الحدود الجنوبية للملكة العربية السعودية ولا يعودون، ولا تعود حتى جثامينهم، فقد ماتوا في معارك محسومة سلفا