اسكات المعارضين في السعودية مستمر

  • 15,يوليو 2019
  • المصدر: بلقيس - متابعات خاصة

تواصل المملكة العربية السعودية بجهود معلنة وأخرى خفية التأثير على الأصوات السعودية المتواجدة في الخارج، والتي تقف مناوئة لمشروع ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، فيما يبدي الأمير الطموح على العرش إيقاف هذه الأصوات بكل الوسائل والطرق الممكنة.


كانت حادثة مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/ تشرين أول 2018م تعبيراً واضحاً على المستوى الذي وصلت إليه السعودية ومشروع محمد بن سلمان الجديد، في رفض كل معارض لسياساته في الداخل والخارج معاً.

 


ورغم ما أحدثه مقتل "خاشقجي" – المعارض الناعم للنظام - من ردود فعل عارمة على مستوى العالم، ودخول السعودية في أزمة سياسية غير مسبوقة مع المجتمع الدولي؛ إلا أنها لم توقف سلوكها العدواني في مواصلة التأثير على المعارضين، ومحاولة اسكاتهم، وخاصة الذين يتواجدون خارج البلاد.


مؤخراً نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريراً أعاد ترجمته موقع "عربي21" حول الغاية من إغراء المواطنين السعوديين في الخارج للعودة؛ بسبب الخشية من تعطيلهم لمشروع الإصلاح الذي يدعو إليه محمد بن سلمان.
تذهب الصحيفة للحديث عن المحاولات الجديدة لمنع السعوديين الذين يعيشون في الخارج من مواصلة التعبير عن قلقهم ونقدهم لقيادة ولي العهد، فالمسؤولون السعوديون الآن، يحاولون إقناع النقاد والمعارضين بالعودة إلى وطنهم من خلال إعطائهم تأكيدات وتطمينات على أمنهم، وسلامتهم في حال عودتهم.


وينقل التقرير عن سعودي يقيم في المنفى، وصله عرض بالعودة، قوله: "عادة ما يتصل بك شخص قريب من القيادة أو وسيط آخر ويقول لك: لدي رسالة شخصية من ولي العهد، يعدك بألا يحصل لك ضرر أو سجن لو قررت قبول عرضه".


ويلفت التقرير إلى أن محاولات جلب المعارضين في الخارج لا تزال قائمة حتى بعد جريمة قتل خاشقجي، الذي كان يقيم في فرجينيا، وأدى مقتله العام الماضي في قنصلية بلاده في إسطنبول، إلى أسوأ أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ هجمات أيلول/ سبتمبر 2001م.


ويواصل السعوديون هجرتهم من البلاد وخاصة الرافضين لمشروع الإصلاح، كما يتزايد عدد الذي تقدموا بطلب اللجوء في عدد من الدول الغربية والأوروبية بينها الولايات المتحدة وكندا.


ويعيش ولي العهد السعودي هوس العرش، ويحرص على الظهور بأنه محل اجماع كامل من قبل المجتمع السعودي، ويرفض أي معارضة أو الوقوف في طريقه من أي اتجاه!، فعدد من التصريحات التي ظهر بها على وسائل الإعلام كان تعكس تلك النزعة التسلطية المطبعة شخصيته فيه، ما يجعل حياة المعارضين والرافضين لفكرة الإصلاح عرضة للخطر.


ولا يكتفي النظام السعودي في هذه الأثناء من اخراس المعارضين، بل يرفض بقاء بعض المشاهير والشخصيات الاجتماعية والسياسية والدينية من التزام الصمت، كونه موقف يحاسب عليه الشخص، وهذا ما يجبر الكثير من السير في فلك النظام أو سيعتبرون في صفوف المعارضين ما يبرر قمعهم وزجهم في السجون.