تغريدة للمستشار السابق لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، على "تويتر" قال فيها "لن يكون هناك يمن واحد موحد بعد اليوم".
وهي تأتي امتدادا لنهج كرسته الإمارات منذ تدخلها في حرب اليمن تحت لافتة التحالف العربي لدعم الشرعية.
غير أن الامارات كان لها سياستها واستراتيجيتها الواضحة منذ البداية، إذ سرعان ما أوجدت سلطة موازية مدعومة بقوات خاضعة لها تمكنت خلالها من تحييد معظم المناطق المحررة وعزلها عن قرار الشرعية.
اليوم تبدو الحرب دون نهاية أو سلام يلوح في الأفق.
يحارب اليمنيون على أكثر من جبهة خصوصاً بعد أن سعت الإمارات لصناعة الفوضى وخوض حرب ضد الشرعية في اليمن وتفريخ المليشيات.
لدى كثير من اليمنيين تحول الصراع من انتزاع الدولة المنهوبة من قبل مليشيا الحوثي إلى الدفاع أمام عدو جديد بات يسعى بكل ثقله للسيطرة على المنافذ الحيوية والجزر، وعلى رأسها جزيرة سقطرى.
ردود فعل غاضبة تجاه التصريح الإماراتي في أوساط اليمنيين، لكن هذا التصريح-بحسب متابعين- كشف بجلاء لليمنيين بأن الإمارات دولة مارقة وشرٌ محضٌ وأن نواياها سيئة تجاه اليمن.
موجة الانتقادات حملت تساؤلات كيف لدولة وليدة أن تسعى لتمزيق بلاد كاليمن الضاربة جذورها في عمق التاريخ.
الشرعية والقيادة السياسية هي الأخرى لم تسلم من ردود الفعل الغاضبة جراء صمتها تجاه التجاوزات الإماراتية بحق مصير سيادة بلد وشعب كاليمن.
مجتمع متحسس
وحول هذا الموضوع، اعتبر وكيل وزارة الثقافة عبدالهادي العزعزي تصريحات عبدالخالق عبدالله رأيا شخصيا به وليس رأيه الرسمي أو الجهة التي يعمل معها أو يعبر عنها.
العزعزي أوضح خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" مساء أمس الاثنين (29 يوليو/تموز) إلى أن هذا الموضوع أو التصريحات أخذ أبعادا كثيرة بسبب أن المجتمع اليمني مجتمع متحسس، خصوصا فيما يخص سيادة البلاد وسلامه أراضيه.
تصريح رسمي
ورغم تكرار الحوادث التي تنتهك فيها الإمارات السيادة في اليمن، إلا أنه لم يكن هناك-بحسب العزعزي- مصدرا إماراتيا رسميا قد أدلى بتصريح احتجت الجمهورية اليمنية لدى الأمم المتحدة عدا مرتين بهذا الخصوص، وبالتالي فإن الحكومة اليمنية كانت طرفا، لأن التصريحات كانت شخصية من أغلب الوزراء، ولم يكن هناك تصريح رسمي سوى ما أدلى به رئيس الوزراء السابق بن دغر قبل عزله بخصوص جزيرة سقطرى، وتصريح مستشار الرئيس هادي عبدالعزيز جباري ووزير النقل صالح الجبواني.
وربط العزعزي البت في هذه المسألة بالعودة إلى الأساس، والمتمثل في المبادرة الخليجية ومنظمة الأمم المتحدة، باعتبار المبادرة الخليجية والأمم المتحدة هي من حددت وضع اليمن.
موقف حقيقي
من جهته؛ اعتبر مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي حديث مستشار محمد بن زايد السابق عبدالخالق عبدالله منسجما مع موقف الإمارات الحقيقي تجاه اليمن.
وهذا الموقف ليس بجديد على الإمارات-بنظر الرحبي- لأن أبو ظبي منذ وقت مبكر ومنذ اختلافها مع الشرعية على بعض الأجندة وعدم منحها المطالب التي طلبتها والمتمثلة ببعض الجزر الاستراتيجية كسقطرى وميون وميناء عدن ومضيق باب المندب، هذه المواقف كلها كانت هي البداية الحقيقية لتغيير موقف الإمارات، مضيفا إلى أن الإمارات تريد أن تفرض أمرا واقعا على الشرعية وعلى الشعب في تجزئة اليمن.
وأردف الرحبي إلى أن مشروع الإمارات في اليمن مشروع تقزيم وتدمير وتشتيت لليمن، وتحاول من خلاله شق الصف والنيل من الدولة والحكومة ومن تطلعات الشعب اليمني وخياراته.
الشارع اليمني الحل
بدوره؛ المحلل السياسي إبراهيم القعطبي قال إن الأمور أصبحت واضحة لليمنيين بأن للإمارات أهداف خاصة بها وليس كما تدعي أنها تدخلت لاستعادة الشرعية أو من أجل مساعدة اليمنيين.
ويرى القعطبي أن الحل في كبح أي طموح لأي جهة أو دولة لن يكون إلا من خلال الشارع اليمني، منتقدا دور الحكومة الشرعية والتي وصفها بحكومة "مرتزقة" حيال ممارسات المليشيات الخارجة عن إطار الدولة بحق اليمنيين والمحاولات التي تسعى لتقسيم البلاد.
يذكر أن تغريدة نشرها الأكاديمي الإماراتي والمستشار السابق لولي عهد أبو ظبي، عبد الخالق عبد الله، عبر حسابه الشخصي على "تويتر" الأحد، تحدث فيها عن تقسيم اليمن، لقيت سخطاً كبيراً في أوساط اليمنيين.
وفي الأشهر الأخيرة، تصاعدت في اليمن المطالبات بطرد دولة الإمارات من التحالف، بسبب استمرارها في دعم تشكيلات عسكرية خارج إطار الحكومة اليمنية، ومحاولتها السيطرة على المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد والسير نحو تقسيم البلاد عبر هذه التشكيلات.