قصص مأساوية يعيشها معاقو الحرب في اليمن

  • 24,يوليو 2017
الحرب المدمرة في اليمن فاقمت من حياة البؤس للمعاقين بشكل لا يحتمل فهذه الفئة الاجتماعية من السكان تعيش أزمة انسانية مضاعفة عن بقية الفئات الأخرى إنها حياة "القيامة" بهذا الوصف يعبر الشاب المعاق أحمد علي عن حياة المعاقين في اليمن بظل الحرب.
ويضيف "منذ اشتعال الحرب في اليمن لم أعد أستطع الحصول على أي مساعدة حتى الدواء لا أجده".

وتتابع السيدة حليمة والتي تعيل ابنتها المعاقة "سامية قائلة :"ابنتي مصابة بمرض "الحمة الدماغية" منذ ما يقرب من عشر سنوات وقد افقدها المرض القدرة على الحركة كلياً ولا استطيع بظل الحرب الحصول على أي مساعدة سوى القليل من المستلزمات ونحن في أمس الحاجه إلى الإغاثة".
 قصص المعاقين اليمنيين في غاية المأساوية والألم بظل الحرب الكارثية التي تعيشها البلاد منذ العاميين والنصف، فقصة الشاب المعاق ابراهيم قاسم قائد الذي فقد رجله اليمنى خلال الحرب التي شنتها الحكومة ضد القاعدة في محافظة حضرموت أواخر العام الماضي.

 "أعيش مع الألم يوميا فعيني اليسرى تعرضت للفقع جراء شضية قذيفه ورجلي اليمنى تعرضت للبتر بعد الاصابة البالغة وانا حالياً مقعد ولا زلت أعاني من التقرحات في رجلي الأخرى ولم أجد المساعدة لاستكمال العلاج وإجراء بعض العمليات الجراحية، فالحكومة أوقفت كل المساعدات للمعاقين بحجة عدم وجود ميزانية والمنظمات الخيرية كثير منها أغلقت أبوابها بسبب الحرب وبات من الصعب الحصول على المساعدة ".
ويواصل ابراهيم قائد حديثه لموقع شبكة إعلام السلام قائلاً:" اتمنى الموت في كل لحظة لم أعد احتمل الألم لا استطيع النوم الا بالمهدئات اشكو من التهاب شديد في عيني ورجلي اليسرى تعاني من  تقرحات ولا استطيع مغادرة البلاد للعلاج ولا يوجد أحد هنا يستطيع مد يد المساعدة  فحياتي وحياة الآلاف من المعاقين أصبحت جحيما بظل الحرب، ظروفنا قاهرة نعاني الفقر والإعاقة وانقطاع الرعاية وكثير منا يعيش اللجوء وبلا مأوى".

وقد أدت الحرب الدائرة للعام الثالث في اليمن إلى حرمان فئة المعاقين من كل سبل المساعدة وتكالبت عليهم حياة الحرب والأعاقة في الوقت الذي يفوق اعدادهم تعداد سكان دول خليجية بالكامل، وبحسب أخر الاحصاءات الرسمية فإن تعداد المعاقين وصل حتى العام المنصرم (3.7)مليون معاق حركياً، في الوقت الذي يصل تعداد سكان دولة البحرين مثلاً سكانها(1.314)مليون نسمة، ودولة قطر (2.7 )مليون نسمة وفقاً لأخر تعداد احصائي سكاني لهذه الدول.
الشاب المعاق أحمد يعد نموذجاً للمعاقين المقاوم للموت  بظل الحرب المستعرة في اليمن "لم تعد أي جهة حكومية أو خاصة أو أهلية أو دولية تمنحي الرعاية  ولا سبيل لي سوى  الخروج من المنزل وممارسة التسول وطلب المساعدة من ذوي الخير" كما يقول لشبكة "إعلام السلام".
 
توقف للمساعدات وتزايد في الاعداد
 
وإن كانت للحروب والصراعات التي شهدها اليمن خلال السنوات الماضية دوراً في إرتفاع أعداد المعاقين الذين يتجاوز أعدادهم (3.7)مليون معاق حركياً، فإن الحرب الدائرة حالياً خلفت ما يقرب من(92 )الف معاق وفقاً لإحصاءات الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين، "قصف الطيران وزراعة الألغام وخصوصاً في مدينة تعز جنوب اليمن تخلف يومياً عشرات المعاقين" كما يقول رئيس اتحاد جمعيات المعاقين. فبحسب رئيس الإتحاد الوطني لجمعيات المعاقين عثمان محمد الصلوي " أن هناك الكثير من الصعوبات والمشاكل التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة، أهمها توقف عمل مراكز الرعاية المتخصصة بالتدريب والتأهيل، والذي ألقى بضلاله على توقف الخدمات الطبية والعلاجية للمعاقين.
ويتابع في حديث لموقع شبكة "إعلام السلام:"أكثر من 350 مركزاً ومنظمة ومعهد خاص بذوي الاحتياجات الخاصة توقفت عن العمل بعد نشوب الحرب وإنقطاع الموارد في اليمن.
 
الحرب المدمرة في اليمن فاقمت من حياة البؤس للمعاقين بشكل لا يحتمل فهذه الفئة الاجتماعية من السكان تعيش أزمة انسانية مضاعفة عن بقية الفئات الأخرى

وللحرب الدائرة اليوم في اليمن الدورالأكبر في رفع رفع اعداد المعاقين فهناك الآلاف من الأشخاص الذين تعرضوا للإعاقة فمنهم ممن بترت أطرافهم وآخرين فقدو قدرتهم على الحركة والبعض فقد حاسة السمع ووآخرون البصر "حادثتي قصف جبل عطان بالقنبلة الفراغية من قبل الطيران السعودي في 20 من إبريل 2015، وحادثة قصف الصالة الكبرى بصنعاء في 10 من إكتوبر الماضي تسببتا لوحدهما فقط بتعريض أكثر من (1000) شخص للإعاقة، منهم (40) شخصاً تعرضت بعض أطرافهم للبتر" فيما المئات يتعرض للاعاقة في تعز.

في الوقت الذي تظل جهود المنظمات الدولية والمحلية الساعية إلى مساعدة المعاقين في اليمن محدودة ومتواضعة لأسباب تتعلق بأوضاع الحرب وعدم القدرة على التحرك في مناطق الإقتتال، إلا أن بعض المنظمات الدولية تبذل جهود جيدة رغم الظروف في هذا المضمار، فمثلاً ووفقا لبيانات اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي فقد تمكن قرابة (25,400) من المعاقين الاستفادة من الدعم المقدم من اللجنة الدولية خلال عام 2016، حيث حصل(12,800)مريض على العلاج الطبيعي وأنتج ما يزيد على(394) طرفًا اصطناعيًا و(5977 )مريضاً تمكن من الاستفادة من أجهزة تقويم العظام.

في المقابل وبجهود ذاتيه يسعى شباب متطوعون إلى تسليط الضوء على معاناة المعاقين ويبذلون جهود وإن كانت متواضعة في جمع التبرعات من رجال الخير لمساعدة أي من الاشخاص المعاقين كما تفعل الشابة المتطوعة حياة الذبحاني التي تقوم بجمع التبرعات للأسر الفقيرة وجرحى الحرب والمعاقين في تعز.
حياة الذبحاني في حديثها، تقول: أنها وبمبادرات ذاتية ومن خلال تواصلها مع رجال الخير واستخدام النشر الإعلامي في مواقع التواصل الاجتماعي لضحايا الحرب وخصوصاً ممن تعرضوا للإعاقة تمكنت من جمع التبرعات لعشرات الحالات.
 
المصدر: شبكة إعلام السلام