ثمان سنوات مرت.. الثورات المضادة في مواجهة حركة التغيير

  • 11,فبراير 2019
  • المصدر: قناة بلقيس- ماهر أبو المجد
ثمان سنوات منذ أن صرخت الشعوب في وجه أنظمة الاستبداد العربي.. صرخة غيرت التاريخ وأنهت عقودا من احتكار السلطة والثروة.

ثمان سنوات منذ خرجت الشعوب تهتف بالحرية والخبز والكرامة.

ثمان سنوات ولازالت الشعوب تدفع أثمان الحربية باهظة وهي تتصدى للثورات المضادة التي انطلقت لمحاربة حرية الشعوب وحقها في تحديد خياراتها المستقبلية.
ما تموت الشعوب وإن مرضت وما تهدأ وإن استكانت لا بد أن يأتي يوم وتصنع الشعوب أقدارها وتغير من مسارها المنحدر بفعل أنظمة الاستبداد العربي.

دوما ما كانت هذه العبارات تردد في خلدان الضمائر الحية إلى أن أتى  العام 2011  لتكون  الشعوب في موعدها مع القدر وتصنع ربيعها المشرق بتضحياتها والحضاري بوسائله والسامي بأهدافه.
كان التحدي أن تنفض الشعوب من على عاتقها عقودا من الاستبداد وأن تغير الصورة النمطية التي ارتسمت عنها بأنها شعوب خانعة وجاهلة.

وللفوز بهكذا تحدٍ كان لابد من ثمن يدفع وثمن باهظ أيضا.  
هذا ما حصل فعليا حين قرر شاب من تونس يدعى محمد البوعزيزي أن ينتصر للكرامة المهدرة بإحراق نفسه في لحظة كانت الشعوب العربية جاهزة لاسترداد كرامتها وحقها في العيش والخبز والحرية.
 
11 02 14 66485471

 فكانت الثورة التي لم تكن تساور أفئدة الحكام الذين كانوا يعتقدون أن الأرض ومن عليها قد خضعت لهم  لكنهم صحوا من سباتهم ذلك والجماهير تحاصر قصورهم الفارهة وتصرخ هذا فراق بيننا وبينكم .

لا عذر لكم اليوم فقد ظلمتم وافسدتم ونهبتم. كانت صرخة الشعوب قوية ومزلزلة لم تستطع الأنظمة الصمود أمامها رغم محاولتها في الاحتواء أحيانا وفي القمع أحيانا أخرى.
تساقط الحكام تباعا من تونس إلى مصر إلى ليبيا واليمن وامتد الحراك الى عواصم ومدن عربية أخرى.

وأمام هذا التمدد وخوفا من عدوى الديمقراطية والحرية كان لا بد من حراك مضاد أو ثورة مضادة كما اصطلح على تسميتها هكذا رأت وخططت الأنظمة المستبدة وكان الهدف القضاء والالتفاف على ملامح التغيير التي تحققت في بلدان الربيع العربي أولا ومنع وصول الثورة الى بلدان أخرى.

أعيق التغيير في ليبيا واليمن وسوريا ودخلت هذه البلدان في حروب وفوضى كبيرة.  
كان المال القادم من عواصم الثورات المضادة هو الممول لتلك الحروب التي دمرت بلدان الربيع بهدف  القضاء على إنجازات الثورة والانقلاب عليها ورسم صورة سلبية عن التغيير.

نجحت الثورة المضادة ربما في إعاقة مشروع الربيع العربي لكنها أيضا وبذات القدر نالت بعض الشعوب التي تم الالتفاف على تضحياتها وآمالها في العيش الكريم.
ليبقى الثابت في سنوات الثورة الثمان أن حركة التغيير دارت إلى الأمام والتاريخ لا يعود الى الخلف وما لم ينجز اليوم سينجز غدا فالثورة تراكم واستمرار.