تحركات حثيثة تحت الطاولة لمحاولة إضفاء الشرعية على التسوية الجديدة في اليمن

  • 19,ديسمبر 2016

استبق الرئيس عبدربه منصور هادي لقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالعاهل السعودي، بالتأكيد على أن الحكومة مازالت بانتظار تسلمها ردود المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ على ملاحظات الحكومة على خطته.

سباق مع الزمن في محاولة لانجاز مهمة مستحيلة لإحلال السلام في اليمن عن طريق الضغط على الطرف الحكومي، دون الضغط على المليشيا التي أدخلت البلاد في اتون حرب أهلية طاحنة.

جون كيري لم يمسك عصا الحل في اليمن من المنتصف ولم يبذل خلال العامين الماضيين أي جهود للبحث عن مخارج عادلة للازمة اليمنية، تمر عبر بوابة القرارات الأممية، فالرجل التقى بوفد المليشيا الشهر الماضي وتعهد له بإنجاح التسوية، بينما لم يكلف نفسه عناء اللقاء بالجانب الحكومي خلال زياراته المتعددة للمملكة التي تستضيف عددا كبيرا من مسئولي حكومة هادي.

وزير الخارجية الأمريكي عقد فور وصوله الرياض اجتماعين، أحدهما مع العاهل السعودي والآخر مع نظرائه البريطاني والسعودي والإماراتي والعماني، إضافة للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد؛ لمناقشة خطة السلام الخاصة باليمن التي ترفضها الحكومة اليمنية في محاولة منه لإدخال تعديلات غير جوهرية على مضامينها، ما يسمح باستئناف محادثات السلام استنادا على نصوصها.

عقب الاجتماع خرج كيري ليؤكد في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي ان الخطة المقترحة من الأمم المتحدة هي التي ستنهي الحرب في اليمن ويدعو الجميع للعودة لطاولة المفاوضات، ولم ينسى على التأكيد على ان التسوية يجب ان تضمن الحفاظ على أمن المملكة، ويبدو ان تلك هي كلمة السر او أداة الضغط على الرياض للضغط على هادي للقبول بالتسوية.

تسعى الخارجية الامريكية للسير قدما في محاولة انفاذ مبادرتها حتى ولو كانت تقفز على الواقع وعلى إمكانية النجاح المحتمل وهو ما كان واضحا خلال اجتماع وزير الخارجية عبدالملك المخلافي مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي السبت في الرياض حيث تبنت المساعدة موضوع تدريب واعداد لجان التهدئة المكلفة بالاشراف على أي وقف مرتقب لإطلاق النار وتواجد جميع الأطراف في مقر اللجنة في ظهران الجنوب وتحقيق السلام المبني على اتفاق دائم وشامل في اليمن .
 
تقول الوقائع على الأرض ان هناك تحركات حثيثة تحت الطاولة تحاول إضفاء الشرعية على التسوية التي تبذل الحكومة جهودا كبيرة للافلات منها قبل ان يقع الفأس في الرأس.