اليمنيون غاضبون .. منحة سلمان الزهيدة لن تحل الكارثة

  • 02,أكتوبر 2018

قال مصدر حكومي إن الرئيس عبد ربه منصور هادي طلب من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان وديعة عاجلة للبنك المركزي، وذلك في اتصالات هاتفية أجريت بينهما أمس الثلاثاء.

وبحسب المصدر، فإن العاهل السعودي وولي عهده وعدا الرئيس بالاستجابة لذلك والعمل على إنقاذ الاقتصاد اليمني من التهاوي، ووقف انهيار الريال والتخفيف من معاناة المواطنين.

 

وعقب ساعات من الاتصالات التي أجراها الرئيس هادي، نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن أن الملك سلمان بن عبد العزيز أمر بتقديم 200 مليون دولار منحة للبنك المركزي اليمني؛ من أجل تعزيز قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.

 

وبحسب حديث مصدر حكومي في وزارة المالية اليمنية فإنه لم يتم بعد تحديد موعد تقديم تلك المنحة من قبل السلطات السعودية، كما أنه ليست هناك بنود معينة ستذهب إليها في حال وصلت، لكن قد تتم الاستفادة منها في رفد السوق المحلي بالعملات الصعبة لتخفيف نزيف الريال اليمني.

 

وأوضح الخبير الاقتصادي عبد الواحد العوبلي أن السعودية لا تزال تمعن في زيادة معاناة اليمنيين، بعد أن حرمت اليمن من أحد أهم مصادر العملة الصعبة بتضييق الخناق على ملايين المغتربين اليمنيين داخلها، ولم تستوعب الكلفة التي يدفعها الشعب اليمني جراء حربها على بلادهم منذ أربعة أعوام.

 

وأفاد العوبلي بأن الوديعة التي أعلنت عنها المملكة خلال فترات سابقة والمقدرة بملياري دولار لم تصل في الواقع حتى الآن، وأن المبلغ الجديد المعلن عنه ضئيل أمام حجم الكارثة، على الرغم من أن بإمكان السعودية تزويد اليمن بالمشتقات النفطية اللازمة وتوفير أحد الثقوب السوداء التي تلتهم العملة الأجنبية الموجودة في السوق اليمني.

 

وتسبب إعلان تقديم السعودية مبلغ مئتي مليون دولار فقط في إثارة موجة غضب واسعة وسط اليمنيين، وانعكس ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

واعتبر البعض أن ما تزعم المملكة تقديمه من مبالغ مالية لدعم الاقتصاد الوطني لا يتجاوز قيمة لوحة فنية يشتريها محمد بن سلمان، بحسب تعبير أحد الناشطين على تويتر.

 

وخرج مئات المتظاهرين في مدينة تعز صباح اليوم للاحتجاج على الوضع الاقتصادي، وطالبوا في هتافاتهم وشعاراتهم التي رفعوها السعودية والتحالف بالرحيل من اليمن بعد أن فشلوا في حل أزمتهم.

 

وشهدت العملة اليمنية تراجعا مستمرا خلال الأيام الماضية، وتجاوز سعر صرف الدولار الواحد أكثر من 800 ريال يمني في العاصمة المؤقتة عدن التي تعيش حالة من السخط الشعبي والإضراب الشامل، على وقع أزمة الريال، ومعها عدد من المحافظات اليمنية الأخرى.

 

وتتضاعف يوما بعد آخر مخاوف اليمنيين جراء هذا الانهيار الذي يتخذه التجار مبررا لرفع الأسعار بشكل جنوني، وفق مراقبين.

 

وأصبح أكثر من 10 ملايين يمني عاجزين عن توفير احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، وفقا لتقارير الأمم المتحدة.

 

الجزيرة نت