كلينتون تتألق في مناظرتها الأولى لنيل ترشيح «الديمقراطي» لانتخابات الرئاسة الأميركية

  • 14,أكتوبر 2015

تتخذ معركة نيل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016 التي جرت ليل الثلاثاء/الأربعاء في لاس فيغاس٬ مرحلة محورية حيث واجه خمسة مرشحين بعضهم البعض في أول مناظرة للحزب من بين ست مناظرات تجري في السباق الديمقراطي لنيل ترشيح الحزب

للخوض باسمه انتخابات الرئاسة الاميركية التي تجري في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.

وواجهت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كليتنون السيناتور بيرني ساندرز الذي يعلن نفسه على أّنه اشتراكي وهو من ولاية فيرمونت٬ إلى جانب كل من حاكم ماريلاند سابقا مارتين أومالي والسيناتور الأميركي السابق جيم ويب من فيرجينيا وحاكم رود آيلاند سابقا لينكولن تشافي٬ في مناظرة

تستضيفها شبكة (سي إن إن) الأميركية.

وبابتسامة ومصافحة حظيت كلينتون التي تسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لتخوض باسمه سباق الرئاسة الاميركية٬ بتأييد غير متوقع من منافسها ساندرز٬ في قضية البريد الالكتروني٬ وهو ما ساعد على حسم مسألة شائكة شابت حملتها الانتخابية.

وانقذ ساندرز (74 سنة)٬ كلينتون (67 سنة)٬ في هذه المناظرة٬ حين قالت إّنها تريد أن تركز على قضايا سياسية أهم عندماُسئلت عن مسألة استخدامها بريدها الالكتروني الشخصي وهي تعمل وزيرة للخارجية الاميركية.

وقال ساندرز "دعوني أقول شيئا قد يكون بعيدا عن السياسة؛ لكنني اعتقد أّن الوزيرة على حق. الشعب الاميركي مّل وكّل من الاستماع إلى مسألة بريدك الالكتروني الملعون". فعلت حينها ابتسامة عريضة على وجه كلينتون وهي تقول لساندرز "شكرا لك"٬ وتصافحه وسط تصفيق الحضور.

ولكن بعد لحظات التقارب هذه اختلفت كلينتون وساندرز في الكثير من القضايا٬ منها السياسة الاميركية في سوريا ووول ستريت والرأسمالية وتقييد حمل السلاح في اميركا.

وخلال المناظرة صرحت كلينتون٬ بأّن انتشار الاسلحة النووية يشكل الخطر الاكثر إلحاحا على الولايات المتحدة.

وردا على سؤال تقليدي يطرح على المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة٬ عن أكبر التهديدات التي يواجهها الأمن القومي الاميركي٬ ذكرت كلينتون "انتشار الاسلحة النووية والمواد النووية التي يمكن ان تقع بأيد سيئة". مضيفة "أعرف أّن الارهابيين يبحثون عنها باستمرار".

وكان رّد المرشح الجمهوري ميت رومني في ٬2012 أّن روسيا تشكل التحدي الأكبر للأمن القومي وهذا ما انتقده الديمقراطيون٬ إذ أّكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أّن الحرب الباردة انتهت.

من جهته٬ رأى السناتور ساندرز خصم كلينتون أّن التحدي الاكبر هو التغير المناخي. وقال إّن "العلماء يقولون لنا إّنه إذا لم نفعل شيئا في مواجهة التغير المناخي وإذا لم نغير منظومتنا للطاقة للتخلي عن المصادر الاحفورية٬ فإّن الارض التي سنتركها لأولادنا وأحفادنا قد لا تكون قابلة للعيش".

من جهة أخرى٬ حملت كلينتون بعنف على المستشار السابق لدى وكالة الأمن القومي ادوارد سنودن٬ مؤكدة أّنه يجب أن يواجه العواقب القضائية لأفعاله. قائلة إّن سنودن "خالف قانون الولايات المتحدة". وتابعت "كان يمكنه أن يطلق انذارا (داخليا) بذلك وطرح كل الاسئلة التي اثارها واعتقد أّنه

كان سيلقى رًدا ايجابًيا". وأضافت أّنه "سرق معلومات بالغة الاهمية وقع كثير منها بأيد سيئة. لذلك لا اعتقد أّنه يستطيع أن يعود إلى هنا (الولايات المتحدة) من دون أن يواجه العواقب".

وكانت كلينتون عبرت في الماضي عن أسفها لهرب سنودن اللاجئ حالًيا في روسيا٬ من الولايات المتحدة لنقله إلى صحافيين في 2013 معلومات عن انتهاكات وكالة الامن القومي٬ أّدت إلى فضيحة دولية.

من جهته٬ لم يتبن السناتور ساندرز الموقف الحاد نفسه. فقد رحب بالجدل الذي اثارته المعلومات التي كشفها سنودن ودفعت الكونغرس الاميركي إلى تبني اصلاح. وقال إّن "سنودن لعب دورا مهما لتوعية الناس بحجم انتهاكات الحريات المدنية وحقوقنا. واعتقد أّن ما فعله يجب أن يؤخذ في

الاعتبار قبل كل شيء". وأضاف "يحق لنا الدفاع عن انفسنا من الارهاب؛ لكن هناك طرق لفعل ذلك من دون تجاوز حقوقنا الدستورية وحقنا في الحياة الخاصة"٬ في اشارة إلى القوانين الاميركية حول المراقبة الالكترونية.

وبدت كلينتون أمس٬ المعتادة على هذه المناظرات بعد مشاركتها في أكثر من 20 منها في 2008 في ترشحها الاول للرئاسة٬ أوفر المرشحين حظوظا في معسكرها لمواجهة الجمهوريين في انتخابات 2016 الرئاسية.

وقالت إّن "الدبلوماسية ليست البحث عن الحل المثالي٬ بل العثور على توازن بين المخاطر المختلفة".

وردا على السناتور ساندرز الذي طرح مجتمعات الدول الاسكندينافية نموذجا٬ قالت "لسنا الدنمارك. أحب الدنمارك؛ لكننا الولايات المتحدة الاميركية".

في الشأن السوري٬ دعت كلينتون إلى اقامة منطقة حظر طيران في سوريا٬ مضيفة أنها قد تكون "وسيلة فعالة" لجلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إلى الطاولة" لاجراء مفاوضات٬ مضيفة أنه يجب على الولايات المتحدة أن توضح لبوتين أّنه "من غير المقبول" أن تخلق روسيا الفوضى في

سوريا".

لكن ساندرز اختلف معها قائلا٬ إّن منطقة حظر الطيران فوق سوريا التي تقترحها كلينتون قد تخلق "مشاكل خطيرة".

وكانت روسيا بدأت حملة قصف جوي قبل أسبوعين قائلة إّنها تستهدف مقاتلي تنظيم "داعش" وإن كان الكثير من ضرباتها الجوية نفذت في أراض خاضعة لسيطرة جماعات معارضة منافسها يدعمها خصوم الرئيس السوري بشار الاسد الخارجيون٬ مما أثار تنديًدا غربًّيا.

وخلال الذي أثير في قضية البريد الالكتروني٬ تقلص الفارق بين شعبية كلينتون وساندرز منافسها الرئيس٬ لكن اداء وزيرة الخارجية الاميركية في مناظرة الليلة الماضية٬ كان سلًسا وقد يرسخ موقفها في تصدر سباق الحزب الديمقراطي ويشكك في امكانية دخول جو بايدن نائب الرئيس٬ سباق

الحزب الديمقراطي في مرحلة متأخرة.

ولم يكن بايدن الذي يفكر في خوض السباق٬ موجوًدا على المنصة؛ لكنه كان حاضًرا في الخلفية. فقد حرصت كلينتون على توجيه انتقاد ضمني له٬ بالتأكيد على مشاركتها الرئيس الاميركي باراك اوباما في اتخاذ قرار الغارة التي قتلت زعيم القاعدة الراحل اسامة بن لادن. وأيدت قرار شن الغارة

بينما عارضه بايدن.

وفي آخر المناظرة سئل المرشحون عن العدو الذي يفخرون بعدائهم له٬ فقالت كلينتون وسط ضحك الحضور "الرابطة القومية للسلاح وشركات التأمين الصحي والايرانيون وربما الجمهوريون".

بدت هيلاري كلينتون يوم أمس (الثلاثاء) في لاس فيغاس هادئة وواثقة من نفسها في مواجهة انتقادات خصومها متحملة بالكامل مسؤولية دورها بوصفها اوفر المرشحين حظا في المناظرة التلفزيونية الاولى للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي الاميركي.

ولدى انتهاء المناظرة٬ علق استاذ العلوم السياسية في جامعة ايوا تيموثي هايغل قائًلا "لم تسمح لاحد باثارة أعصابها. لم يتمكن أحد من استفزازها".

وبدت جينيفر بالمييري مسؤولة التواصل في حملة كلينتون٬ سعيدة بعد المناظرة وصرحت "كان اداؤها جيًدا الليلة٬ ينبغي أن تشعر بالرضا".

وفيما هيمن على المناظرة طيف نائب الرئيس جو بايدن الذي يتردد في الترشح٬ بدت وتيرة النقاش منتظمة ولم تتخلله تهجمات شخصية طبعت مناظرات المعسكر الجمهوري.

بدوره٬ سخر الملياردير دونالد ترامب الذي جذب اعداًدا قياسية من الحضور في المناظرتين الاوليين٬ من المناظرة "المملة" في تغريدة متزامنة.

وقال "آسف٬ لكنني لا أرى أي نجم على المسرح هذا المساء!"؛ قبيل بدء النقاشات التي جرت في فندق­كازينو يبعد أقل من 800 متر من احد فنادقه.