كيف صرنا نخجل من حمل الورد ونتباهى بحمل السلاح

  • 13,مارس 2016

أحمد الزرقة

ألقت الحروب والصراعات بظلالها على أرواحنا، وتحول السواد لوناً ثابتاً في أيامنا.

مكسورون نحن، بلا أجنحة بلا حلم بلا ماض بلا مستقبل، نكره أكثر مما نحب، نخشى رؤية حقيقتنا في أعين الآخرين، نجيد التمثيل ولا نتقنه..

 

نهرب من مواجهة أنفسنا، ورثنا تركة ثقيلة من الخيبات والتشوهات، نتعمد القسوة ولا ندرك أننا نقسو على أنفسنا قبل أولئك الذين نختارهم بعناية لإضافتهم لقائمة ضحايانا.

نخاف من الورود ونخجل من حملها، ونتباهى بحمل البارود ورائحته.

تاريخنا وجع وحاضرنا انكسار ومستقبلنا مجهول.

نتماهى مع دور الضحية ويسكن في داخلنا أكثر من جلاد..

 

نحتاج لأن نتكئ على كتف صلب وقلب محب متسامح، نمضي معه كفاً بكف، نرسم أحلامنا ونخبئ الأمنيات.

 

تقسو علينا الحياة حتى نعتاد تلك القسوة ولا نلاحظها وهي تمزق أرواحنا وأرواح الآخرين.

نسوق المبررات ونحن ندرك كم هي واهية ونستمتع بها وهي تلوكنا بأسنانها.

 

تتسع رقعة الظلام داخل أرواحنا وننسى جمال الإضاءة التي تشع من داخلنا، ومن ثم نتفاجأ باختفاء بريقها من حولنا.

 

ننسى أن نبتسم في وجوه من حولنا وحين يغادرون عن عالمنا نذرف الدموع عليهم ونبكي حزناً لأننا لم نخبرهم كم كنا نحبهم.

 

أدمنا الخسارات حتى صارت منا، وأتقنا الانهزامات بحيث لم نفوّت على أنفسنا إمكانية تذكر ملامح الانتصار في عيون الصغار وفي زوايا المرايا.

 

نمتلك قائمة للاعتذارات المؤجلة، لكننا لا نمتلك الشجاعة على قولها مباشرة في وجه من يستحقونها.

 

نتبادل الأحاديث عن مدى قبح الظلم والظالمين وننسى أنفسنا حين نصبح في مواقعهم.

أن نكون أسوياء في مجتمعات مدمرة ذلك تحدِّ كبير لإنسانيتنا، وتأكيد على أن الخير في الأرض هو الأصل، وأن الشر وإن كان مستفحلاً لا يصنع التحولات الكبرى في حياة البشر.