فنانون يمنيون.. من المسرح إلى جبهات القتال

  • 19,أبريل 2016

عهد عبد السلام:

أجبرت الحرب الدائرة في اليمن منذ ما يزيد عن العام، عدداً من الفنانين الذين اشتهروا بأعمالهم المسرحية والكوميدية، على ترك العمل الفني والتوجه إلى جبهات القتال لمساندة الجيش الوطني الذي يقاتل الانقلابيين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لاستعادة الدولة من قبضتهم.

الفنان الساخر فهد القرني بطل أشهر مسلسل يمني رمضاني "همي همك" والشاب الكوميدي محمد الربع وأيضاً الممثل علي الحجوري ومحمد الحاوري، عينة من تلك الأسماء، إذ تركوا العمل الفني، وظهروا خلال الفترة الماضية في ميادين المعارك.

واقع جديد فرض نفسه على حياة الفنانين، واقتنع كثير منهم أنه لم يعد مجدياً الاستمرار بإنتاج أعمال ترفيهية ومسلية، فالمبررات جاهزة وكثيرة: "لم تعد البيئة مناسبة ولا ظروف البلد، لن يسمعنا أحد فالناس مشغولون والقنوات أغلقت وخدمات الكهرباء متوقفة منذ عام"، بحسب أحدهم.

في الواقع لم يكن التحاق هؤلاء الفنانين بهدف القتال، ولكن بحسب ما تداوله الناشطون اليمنيون فإنهم قاموا بذلك للمساهمة برفع معنويات جنود الجيش الوطني بطريقة مختلفة وأسلوب ساخر، لإيصال رسائل تشجيعية ومحفزة.

ولم يقتصر الأمر على بعض الفنانين والممثلين، بل تجاوزه إلى بعض العاملين في مجال الصحافة الذين بادروا إلى تقديم استقالتهم، وكتب أحدهم على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، وهو مراسل لقناة تلفزيونية محلية: "تركت الإعلام تماماً، آمنت أن العصر ليس عصر الأقلام بل عصر البنادق، ولا يصنع التغيير إلا البارود".

هكذا إذاً، يبدو أن حال البلاد اليمنية قد أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى، فحين يجد رواد الفن والسلام أنفسهم مجبرين للخوض في ميدان الحرب، يصبح المشهد مثيراً للبكاء والحسرة، أكثر من الضحك.