كان باراً بمدينته عدن كـبرِّه بأمه، ومحباً لها كمحبته لزوجته وأطفاله، يقسّمُ وقتَه بين واجباته بالتساوي، حتى يظنَّ الجميعُ أنه معهم طَوال الوقت، قاتلَ حين اضطُر لحملِ السلاحِ دفاعاً عن مدينته في وجهِ عدوان الحوثيين، وفتح بيتَه للمقاومةِ يمدُّهم بما يملكُ من غذاءٍ أو دواء. وحين ظن أن المعركةَ قد انتهت وأن المدينةَ في أيدٍ أمينة وجد نفسَه فجأةً سجينا منفردا.. مقطوعةً أخبارُه عن العالم.

خرج من منزله في أحد أحياءِ مدينةِ عدن لأداءِ صلاةِ الفجر جماعةً في المسجد كعادته كلَ يوم، لكنه لم يصلْ إلى المسجد في ذلك اليوم، ولا عاد إليه بعدَه.فقد قطع طريقَه أربعةُ مسلحين، لم يفلحْ في مقاومتِهم، ولكنه أسقط نظارتَه في الشارع، فكانت الدليلَ الوحيدَ على عمليةِ اختطافِه

معاناة أسرة مهجرة من الاهمول

اختطفَ الحوثيون آلافَ اليمنيين من كلِ مكانٍ سيطروا عليه، أكثرُ من مائةٍ وخمسين خرجوا جثامينَ هامدةً، بينما بقي آلافٌ لا يخرجُ أغلبُهم إلا مرضى يعانون آثارَ التعذيبِ والمعاملةِ القاسيةِ التي تعرضوا لها في سجونِ مليشيا الحوثي.المختطفُ السابقُ المعلم محمد الحسني، تعرضَ للاختطافِ والتعذيب، وحكى لنا الكثيرَ من المعاناةِ والشهاداتِ المؤلمةِ والخطيرةِ والتي لن نعرضَ سوى جزءٍ منها