معكم أو بدونكم

معكم أو بدونكم

عندما ترى تعليقات كثير من الكتاب والناشطين العرب حول الأزمة اليمنية تستغرب من كمية الغباء والسطحية التي تغلف هذه الآراء، وكأن اليمن بلد يقع خارج الكوكب ولا أحد يفهم ما الذي يدور فيه

 

صحيح أن تعقيدات الحرب، وتعدد القوى المحلية والاقليمية وتضارب المصالح بينها جميعا، جعلت من الحرب اليمنية حربا غير مفهومة الى حد ما، لكن أن يصل الأمر الى حد اعتبار جماعة الحوثي جماعة وطنية تستحق الدعم، لمجرد أنها تخوض حربا مع السعودية، فهذا أمر كارثي، ويعني أنك لا تفهم "المشكلة اليمنية"، ورأيك غير صالح.

أولئك النفر من الناشطين العرب الذين يعادون السعودية لموقفها من "الربيع العربي" ومن الأزمة القطرية، يطرحون آراء سقيمة ومتناقضة عندما يتحدثون عن الأزمة اليمنية، ولا يهمهم سوى استهداف السعودية، ولو على حساب قضية اليمنيين!.

الحوثية جماعة ارهابية سطت على السلطة والبلد بشكل عام، فكرتها عنصرية وتنتمي للعصور المتخلفة، وسلطتها هي القهر والجباية، ولا علاقة لها بتطلعات اليمنيين، ولا يمكن أن تكون جزء من مشروع عربي متطلع، كالذي يزعم هؤلاء النفر أنهم يتصدون للنهوض به.

اليمنيون هم أكثر من اكتوى بنار السياسات السعودية ومنذ عقود، لكنهم يكرهون الحوثية أكثر، ومستعدون لحرب هذه الجماعة الارهابية إلى الأبد، مع السعودية أو بدونها، معكم أو بدونكم.

لكن عشان تكونوا منطقيين.. ماينفعش تكون داعية ديمقراطية وحقوق انسان وأنت ترى الحوثية جماعة سياسية تستحق الدعم والمساندة، ستصبح حينها "داعش" منارة الديمقراطية وحقوق الانسان، لأنها في مقام أفضل من "الحوثية"، على الأقل ليست عنصرية تجاه الأعراق البشرية

كمال حيدرة

كاتب وصحفي يمني