مجزرة الحريات الصحفية في اليمن

مجزرة الحريات الصحفية في اليمن
تشهد الحريات الصحفية والإعلامية وضع كارثي ومحزن منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر من عام 2014م.

حتى أنه في أسوأ التوقعات لم نكن نعتقد أنه سيأتي يوم ونفقد تلك الحريات المكتسبة منذ التسعينيات من القرن الماضي، في غمضة عين.
عادة ما كانت توصف الحياة في اليمن بعد تحقيق الوحدة في عام 1990م بوجود هامش من الحريات الصحفية بسبب اطلاق التعددية السياسية والحزبية.

ظلت هذه القيمة مستمرة وفتحت المجال للعمل الصحفي بمهنية وفي مناخ واسع من الحريات.
كما ان تتابع الاصدات الصحفية وتأسيس الصحف ذات التوجهات المختلفة وإطلاق القنوات الفضائية، فتح آفاق واسعة للصحفيين للعمل في هذه الوسائل.

كانت الخيارات كثيرة ومتاحة. صحيح كان العائد المالي الذي يتلقاه الصحفي ضئيل، ودون مستوى الطموح، لكن تعدد وسائل الاعلام أتاحت المجال للعمل في آن في أكثر من وسيلة إعلامية.
كانت هناك إجراءات للتضييق على الحريات الصحفية وجرت محاكمات لبعض الصحفيين. إلا ان الهامش ظل وفرا بالإصدارات الصحفية والكتابات والتنوع.

منذ اللحظات الأولى لسيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء، فقد شنت حملة واسعة لقمع الحريات ومداهمة مقرات مكاتب القنوات الفضائية والصحف وتوقيف اصدارتها تباعا وبشكل ممنهج.
ماحدث أشبه بالمجزرة للحريات الصحفية ولوسائل الإعلام. حيث أعدمت جماعة الحوثي الإصدارات الصحفية، وتم تسريح الصحفيين من وظائفهم وتشريدهم واعتقال البعض وإيداعهم السجون وتعذيبهم.
 
الصحفي في اليمن حتى في ظل توفر مناخ جيد للحرية، يعاني من الراتب المتدني وعدم توفر بيئة مناسبة للعمل مثل السكن والكهرباء وخدمة النت العاجلة.

عرضت جماعة الحوثي أيضا العاملين في وسائل الإعلام الرسمية وضمن مناطق خاضعة لسيطرتها لفقدان رواتبهم بسبب الانهيار المالي للدولة.
شملت الملاحقات الجميع حتى الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي.

نفذت جماعة الحوثي حرفيا تعليمات عبد الملك الحوثي الذي أكد في خطاب له بأن الناشطين من فئة الاعلاميين أشد خطر من المقاتلين في الجبهات.
قد يكون من الجيد التذكير بأنه لا يزال هناك 13 صحفيا معتقلا لدى مليشيا الحوثي منذ أكثر من ثلاث سنوات ويتعرضون للتعذيب في ظروف صحية سيئة وتمنع الزيارات عنهم.

الصحفي في اليمن حتى في ظل توفر مناخ جيد للحرية. ظل يعاني من الراتب المتدني والذي لا يتجاوز المائتين دولار وكذلك من عدم توفر بيئة مناسبة للعمل مثل السكن والكهرباء وخدمة النت العاجلة.
هناك حالة انهيار للدولة وغياب تام للحريات وبيئة طاردة للعمل الصحفي حتى في المناطق الخاضعة شكليا لسيطرة الحكومة الشرعية.

يبدو هذا التذكير مهم لمعرفة نوعية التقدير الذي يمكن ان يحظى به الصحفيون في اليمن في ظل سلطات ديكتاتورية وقمعية إلى جانب مليشيا الحوثي.
شاكر  أحمد خالد

صحفي يمني