عودوا إلى قراكم

عودوا إلى قراكم
توفيت يوم قال عضو في الكونجرس لألهان عمر أنه سيدفع ثمن تذكرة عودتها إلى موطنها الذي عرفه ترامب أنه بلد غير ديمقراطي ، لم تعد الهان تعرف طريق العودة إلى البيت القديم ولم يبقى هناك بيت للعودة إليه
 
أصبحت أمريكية لكن الشعبوي الساكن في البيت الابيض لا يؤمن بوطن كبير آمن به قبله بمئات السنين رجال عدة ، فعلى ضفة البحر الأسود وقبل ٢٠٠ عام من الميلاد عرف رجل اغريقي نفسه بأنه مواطن للعالم ولا حدود لبلاده ومن حق كل انسان السير كما أراد وأينما شاء.
وبعده باربع مائة سنة جاء امبراطور روماني وقال الكون وطني
 
ماتت توني موريسون الكاتبة الأمريكية يوم هتف ترامب لمن يشبهونها عودوا الى قراكم بينما لم يعد هو الى قريته في الغرب الالماني
.
لكن من يتولى اعلى منصب في الإدارة الأمريكية كفر بكل ذلك ومثله فعل رجل لا يتولى شيء فقط يسكن حي في عدن وقد اشترى بندقية مهزوم وخرج إلى صاحب دكان يصافحه كل يوم وأخبره أن ناقلة كبيرة تنتظره عند منعطف الطريق لتعيده إلى قريته ، القرية تبتلع المدينة ويمكنها أيضا أن تبتلع العالم ، فمنذ نصف قرن يتداول الناس مصطلح ( العالم قرية )غير مدركين أن هذا ينسف فكرة يوجين الكلبي الذي عاش قبل مائتي عام من الميلاد على ضفة البحر الأسود وغير مدركين أيضا أن مخترع المصطلح الجديد يكره سكان القرية المجاورة .
ماتت توني موريسون الكاتبة الأمريكية يوم هتف ترامب لمن يشبهونها عودوا الى قراكم بينما لم يعد هو الى قريته في الغرب الالماني وقد نبهه من سبقه إلى زعامة امريكا ( باراك أوباما ) علينا التوقف عن مضايقة من لا يشبهنا مظهرهم لكن ترامب لم يعد يسمع غير صوته الذي يكبر كل ساعة ليقتل ناس اكثر كما فعل في تكساس قبل يومين .
وبينما كانت الكاتبة الحائزة على نوبل للآداب تحزم أمتعتها ليلة البارحة لتغادر عالمنا كان زميلي في عدن يلملم اغطية أطفاله للعودة إلى قريته المحاصرة ، غطت الاخبار رحيل المرأة التى يعشق زميلي كتبها لكن أحدا لم يتحدث عن العائد إلى قريته ، هاربا كما جاء هاربا قبل سنوات مغامرا بمواجهة عدونا الأزلي
 
يسكن حي في عدن وقد اشترى بندقية مهزوم وخرج إلى صاحب دكان يصافحه كل يوم وأخبره أن ناقلة كبيرة تنتظره عند منعطف الطريق لتعيده إلى قريته
 
.
الذين تكبر أصواتهم يفقدون القدرة على السمع وقد ظهر اليوم في المدينة التى غادرها صديقي رجل عاش عمره في بلدة شمالية قال إنه سيحتل قصر حاكمه مهاجر منذ سنوات ، وقبل ذلك خرج مناصروه لطرد القادمين من بلدات الشمال ، و أمهلوا عاشق عدن وقت ليغادر مع صغاره الذين لم يكونوا يوما أبناء لهذه المدينة فقد هتفت زميلة قديمة تعيش في القاهرة اطردوهم حتى الجد العاشر وقد التصقت أصابعي ببعضها وعجزت عن الرد على دعوتها الخالدة ، كما عجزت موريسون عن تلبية نداءات امها وهي منشغلة بالكتابة ( نامي يا ابنتي ، العالم لا يلتفت نحونا ) .
بعد ثمانية وثمانين حولا ردت الفتاة نداء والدتها ونامت الى الابد ، بينما يواصل غيرها تجاهل نداءات امه بأن العالم لا يلتفت ، انه حقا لا يلتفت .
صقر الصنيدي

صحفي يمني