لكن السؤال لماذا تبقى ثقافة التغاضي والتبرير للقتل المجاني موجودة رغم تقدم الفكر الإنساني في عصرنا؟
يقول بعض فلاسفة الوجود ان وحشة الإنسان في العالم في عصر بلا موطن أو بلا كينونة هو نتيجة عميقة لتطور فكرة تنصيب مبدأ الذاتية كمركز وحيد لإدارة العالم، قد تكون هذه الذاتية اعتقادية دينية، عرقية، او قومية... الخ.
لكن اليوم هناك مشهد لعدمية جديدة ليست عدمية الوجود والموجود وابحاثها الفلسفية التي تم الخوض فيها بالماضي وليست تلك التي توقفت عند الباحث عن سر وجود الاله من عدمه او في إمكانية ان يكون كل شيء مباح ولا معنى للحياة , بل في عدمية ما بعد خلق القانون حيث أصبح أمام الإنسان اختيار واحد هو العدم أو القانون
اي بمعنى ان الذاتية هي من تحدد القانون وهي الوجود وهي كل شيء وعليه قامت حروب التاريخ وحروب السيطرة، وربما من خلال نفس الفكرة استمدت بعض الأنظمة السياسية نزعاتها الدكتاتورية القمعية اللاإنسانية للحكم واستمدت أيضا الجماعات الإرهابية المتطرفة نزعاتها للقتل.
لكن اليوم هناك مشهد لعدمية جديدة ليست عدمية الوجود والموجود وابحاثها الفلسفية التي تم الخوض فيها بالماضي وليست تلك التي توقفت عند الباحث عن سر وجود الاله من عدمه او في إمكانية ان يكون كل شيء مباح ولا معنى للحياة , بل في عدمية ما بعد خلق القانون حيث أصبح أمام الإنسان اختيار واحد هو العدم أو القانون، فعند اختياره للعدم هو يجعل من نفسه القانون ,وذلك يعني ان القانون مجرد حالة بذخ مجتمعي لديه و إذا ما كان هناك قانون فهو موجود لكن خارج ذاته ، وان فكرة العدالة قائمة لذاتها بحيث يصبح هو الحقيقة و الحق و القانون والعدالة وانه ليس هناك اي إمكانية أخرى يمكن أن تقوم عليها البشرية غير ذلك.
من هنا ينشأ الباعث النفسي لهذه الحالة التي يمكن قراتها عبر منطلقات من يتولد في نفوسهم ما يسمى بغرور التميز وهو شعور شوفيني يمتلك الفرد حين يرى في نفسه تميزا اما ديني او عرقي او قومي عن غيره، ما يترتب عليه اقصاء وإبادة من هم بعيدين عن خط هذا التمايز.