الإنتقالي الجنوبي آخر الأوراق المتساقطة

الإنتقالي الجنوبي آخر الأوراق المتساقطة
يخطئ من يعتقد أن ما يسمى بالمجلس الإنتقالي الجنوبي يتحرك بدوافع ذاتية أو أن النظام السعودي وحلفائه قد ربحوا الحرب في اليمن.

نهاية الحرب التي اتخذوا وحدهم قرار شنّها على شعبنا لحرمانه من حقوقه وحرياته وإعادة فرض الوصاية عليه بعد أن كاد يتحلل منها يوم أن اتخذوا قرار سحق الثورة اليمنية وتمويل دخول مليشيات الحوثي الإمامية صنعاء واسقاط الدولة والشرعية ثم إعلان عاصفة الحزم لسحق اليمن أرضا وإنسانا، كل ذلك لم يكتب لهم مستقبلا في بلادنا كما يتصور حمقى الإنتقالي وغيرهم، بالعكس لقد تحرر شعبا من قيوده وكثير مخاوفه وأدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أنه فعلا قد تم الغدر به، وسيجد النظام السعودي وحلفائه أنفسهم دفعة واحدة أمام الخيار الصعب الذي شنّوا الحرب لتجنب مواجهته حق اليمنيين في رفع يد الوصاية السعودية على بلادنا وبناء دولتنا المستقلة وحقنا في الحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية، يومها لن يجدوا مخرجا آخرا للهروب من استحقاقات الوضع القادم سوى استمرار الحرب والبحث عن الذرائع يوما بعد يوم ليدخل اليمنيين في دوامة الصراعات الداخلية السياسية والطائفية والمناطقية وتفكيك المجتمع وصنع الأزمات المختلفة وخلخلة الإقتصاد وخلق ارتدادات اجتماعية عنيفة.
 
لم يعد لدى النظام السعودي وحلفائه وكذلك الإماميين الكثير مما يمكن أن يفعلوه، الإنتقالي ومليشياته ورقة من أوراق الثورة المضادة من حيث النشأة والتكوين والهدف وآخر الأوراق المتساقطة
 
نحن أمام لحظة فارقة من حياة أمتنا علينا أن نرفع أصواتنا عاليا. يجب إعادة ترتيب أوراق الشرعية وإعادة النظر في صيغة علاقتها بالتحالف، لن ننجح في دحر الإنقلاب وإعادة بناء أجهزة الدولة دون مراجعة عميقة ومؤلمة لتجربتنا هذا أمر في غاية الأهمية ولا يمكن تجاهله.

إن التعجيل في استقلال بلورة إستراتيجية الشرعية عن أجندة التحالف يشكل أولوية ومدخل أساسي لحل كل المشكلات التي يطرحها الواقع الموضوعي القائم على الأرض، ينبغي أن نستنفر كل امكانياتنا في الدخول إلى عمق تلك المشكلات القائمة وننجح في فهمها وتحليلها ومعالجتها، حتى لا نجعل من غياب الشعور بالمسؤولية سببا في قتل روح المقاومة والصمود التي نحن في غاية الحاجة إليها اليوم.
إجعلوا أهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر وفبراير في مواجهة الثورة المضادة وأجندتها دائما أمام أعينكم ومرشدا لكم، لا تعتقدوا أن المعركة قد انتهت، صحيح أن الإنقلابيين أضعف من أي قت مضى وأكثر إشرافا على الهزيمة.

لم يعد لدى النظام السعودي وحلفائه وكذلك الإماميين الكثير مما يمكن أن يفعلوه، الإنتقالي ومليشياته ورقة من أوراق الثورة المضادة من حيث النشأة والتكوين والهدف وآخر الأوراق المتساقطة، ولن تنجح الثورة المضادة وتسقط الوحدة اليمنية ويذهب المشروع الوطني مشروع الثورة إلا إذا قررنا نحن ذلك، أثق برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وأجدد ولائي المطلق لشرعيته التي منحه إياها شعبنا، وأدعوا كل مكونات الشرعية إلى لملمة صفوفها وتأجيل معركتنا مع بعضنا لايزال الوقت مبكرا جدا على الانتقال إلى مرحلة تصفية الحسابات الداخلية.

الصراع في اليمن والمنطقة العربية بأكملها لم ينته بعد هناك جولات أخرى تنتظرنا.