إيطالي في المكلا

إيطالي في المكلا
أعاد ترتيب الاسلاك
أصلح التآلف منها
أستبدل القطع المنتهية وادار المفتاح

هذا كل ما في الامر
وهو كل ما قام به الايطالي الذي انتظرته اليمن منذ سنوات ليعيد العمل الى أكبر الآلات في ميناء المكلا
" رافعة الحاويات الشوكية بقدرة 45 طن "
الم يكن هناك من بين ملايين اليمنيين من لديه القدرة على فعل ذلك

بالتأكيد هناك
ولكن انت في بلد كل شيء في غير محله
وليست الاسلاك وحدها تداخلت لتعطل الآلة

قطع الإيطالي لوكا لودجاني سبعة الاف كيلو متر للوصول الى جهاز كانت فيراري قد صنعته قبل مدة طويلة
وحين وصل رأى اغرب رقعة جغرافية يمكن له ان يراها
ظل مشدوها يبحلق في كل شيء

في البحر وفي الوجوه وبالأسلاك المتداخلة ويتسأل حول من فعل ذلك ومتى
قبله بعقود من الزمن ومن نفس مدينته جاء سلفاتور ابوينتي واخذ يبحلق في كل وجه ويبحث في المتاهة

قال يومها انه في بلد يعيش اهله بالماضي وزاد في كتابة "مملكة الامام يحيى رحلة في بلاد العربية السعيدة " لا شيء يسيء الى اليمني ويجرح عزته وكرامته أكثر مما تتمنى له مستقبلا يخالف حاضره
في العام 1934 جال ابوينتي ارجاء اليمن برفقة ما اعتبره أعظم نجاح قد يحققه الغرباء طوال حياتهم وهي الترحال في اليمن
 
قطع الإيطالي لوكا لودجاني سبعة الاف كيلو متر للوصول الى جهاز كانت فيراري قد صنعته قبل مدة طويلة وحين وصل رأى اغرب رقعة جغرافية يمكن له ان يراها

بعده جاء من اغلق باب السور وضمنا الى المليار الذي يعيشون تحت سقف الحادي والعشرين لكن حاضرهم يطابق القرن الرابع عشر وهو قول ذهب اليه عالم الاقتصاد البريطاني باول كوليير مطلع 2005
ثم بعدهم جميعا خرج لنا من الكهف زعيم العصابة الكبيرة ودعانا الى داره بين الاحجار وها نحن نلبي الدعوة

تداخلت الاسلاك علينا ولم ندر أي مفتاح ندير
وأي الايادي لنا
تفتقر اليمن الى التأهيل

يتدفق مئات الالاف من الجامعات الى دواوين الشعر والمقيل
وحتى اولئك الذين يكسرون القاعدة ويذهبون لتعلم مهارات يحتاجونها يغادرون اول الطريق او يسلكون دربا اخر
من بين عشرات المتدربين في صنعاء في العام 2012 الذين يتعلمون مهن بدعم من جمعيات خيرية

احتل الصوماليون الصدارة وكانت اجابتهم متماسكة
" نستعد لما بعد الحرب في الوطن "
حين يتعب المقاتل ينهض العامل ليصلح ما أفسده المحارب
وفي المكلا حين اقفلت التنظيمات الارهابية معركتها لم يكن هناك من يجيد ادارة المفتاح
قال رئيس مؤسسة موانئ البحر العربي مخاطبا موظفيه
حاولوا تستفيدوا الاستفادة القصوى من وجود الايطالي

جاء الرجل من السماء البعيدة
أتى من اخر الكون
في رأسه ما ليس في رأسنا
هذا هو مضمون دعوة الاستفادة القصوى

وليس لدى الرجل حجة في قول ذلك
فنحن فعلا بعيدين عن العالم
قال أحد اصدقائي يوم وجد فرصة عمل في دولة اجنبية
انا خائف
خائفا في صنعاء من السفر الى الخارج

"الحياة هناك أسرع"
ومن قال ان اليمني لا يخاف
انه اسد الداخل
نمر على من يعرفون اين ولد ومتى

اما حين يخرج او يأتي الخارج اليه
فهو كما قال صديقي
خائف
ويحس ان جسده يحمله شخص اخر
وان قدمه لا تقوى على حمله
صقر الصنيدي

صحفي يمني