خصوم فبراير .. اعداء الحرية

خصوم فبراير .. اعداء الحرية

من المثير أن تظهر حفنة دونكيشوتية تهاجم ثورة فبراير،
هذا الاحتدام الذي آل إليه الرعاع والانصار والاتباع فيما بعد

هؤلاء المشوهون لا يدركون حتى اللحظة
ان شباب فبراير دافعوا عن حقوقكم وحق الشعب
دافعوا عليكم من نظام فخخ الحياة بجماعة عنصرية
ولم يكتفي-خلال 30 سنة - بمنحهم المناصب فقط بل مكنهم من مفاصل الجيش والدولة
وفي الاخير تحالف معهم وقادهم من صعدة الي صنعاء وتعز وعدن وشبوة والبيضاء

 

ثم قتلوه شر قتله

 

الأهم الي الان لم يعرف هؤلاء الأغبياء من قتلى زعيهم واين الجناح المؤتمري الذي لا يزال يواظب على تنظيف وتنقية الجماعة الانقلابية في صنعاء

حينما أثبت التاريخ اليمني الحاضر ان جيل كامل كان في الطريق الصواب وكانوا على حق وذلك كان أكثر مما يمكن احتماله ان يسلب مستقبلهم ، عادت الارتدادات بالتخوين والاتهامات
هؤلاء عناصر ملعونة في كل مرحلة يبذلون جهد مضاعف فقط ليعًقدوا مسألة التسامح المنظورة بين اليمنيين انفهسم

 

 

المفارقة أن تنامت الخصومة لفبراير وليس للقتلة الانقلابيين من مزقوا اليمن ولا يزالون
جاء فبراير كأسطورة للحرية اليمنية كان كذلك وسيبقى ،
لقد جاء على إطار تناغم شعبي اجتماعي خالص فاضحا اوهام أعداء التغيير والحرية والدولة المدنية
فلا يمكن ان يكون له شكل او اسم اخر سوى انه فبراير الخالد،
بالعودة قليلا الي الخلف وبعد كل ما حدث
سنجد ان الربيع اليمني المغالى في مدحه-يتصور البعض-ألغته الاطراف السياسية في مطلع الحلم على حساب الشباب وفكرة التغيير الحقيقي صحيح،
وهذا لايجب انكاره؛

 

لكن أفضت تلك الممارسات الي محاولة اغتياله باشعال فتيل الحرب الذي حول البلد الي بركة دم بانقلاب سافر على الدولة ومؤامرة قبيحة بين أشرار القوى الرجعية القبلية والمناطقية والعنصرية ؛
تلك التوليفة القبيحة التي يتقدمها المخلوع أرادت ان تكبح جماح الفعل الثوري لفبراير المجيد وقتذاك
لم تفعل شيئا سوى انها صارعت ذاتها في مأزق كان سيده الشعب وسيظل
وفضُحت في نهاية المطاف؛ وهي تسوق البلد الي منجم بارود

 

انظروا كم من المؤامرات حيكت ضد شبابه


ولم يموت في نفوسهم الامل خصوصا مع هذا الفائض المفرط في العداوة والعدوانية ؛
لذلك هاجمت الربيع وفي أفضل الأحوال تكتلت
وقادت ثورات مضادة ودفعت باليمن الي الخلف،
الم تجد في شباب فبراير المنشق خطورة في التفكير النقدي والابداعي الفعلي قبل اَي شيء اخر؛
لأنه ببساطة كسر التابو من النظام الواحد؛
لذلك مرة اخرى وجد ثوار فبراير أنفسهم امام تحد فاشي كشر عن انيابه عقب الربيع بقليل وانخرط غالبيتهم في عمل ثوري مسلح في اغلب الجبهات للدفاع عن الجمهورية والدولة،كأنه ارتداد ضد دعوات السلام التي جاء بها هذا الفعل
الثوري لتبدأ مرحلة جديدة بالبحث عن فبراير في غمار حرب الانقلاب

 

أيا يكن فقد غير فبراير وجه اليمن
ان كان ايجابيا او سلبي فذاك نتركه للتاريخ،

التاريخ الموثق بكل تفاصيل الربيع في العالم
لم يكن نزوة ليل او نشوة عابرة كان يحدث في المباشر في الشاشات وامام العالم
و لا يستطيع أحد ان ينكره بوصفه مفتتح للتغيير؛
فكم يحتاج فبراير ان يظل متقد
يكفي انه بفضله لا وجود للماضي البغيض في المستقبل

وليد البكس

كاتب صحفي