أعذرني يا محمد

،كنت نعم الأخ نعم الصديق نعم الزميل !
صدقني أنني فقدت كل قوتي بفقدانك لم أعد ذاك الذي كنت بوجودك جانبي !
هل تعرف إن فواز الذي كنت تقول انه لا يبكي انهار وبكى وعلى الهواء مباشرة وهو ينقل خبر استشهادك
بكى كطفل معترفا بضعفه أمام الكارثة التي حلت برحيلك ،كنت عيني التي أنقل بها صوت المواطن البسيط كنت لساني التي أتحدث بها عن معاناة تعز وأبناءها!

 اعذرني يا محمد لا أستطيع أن أوفيك حقك ولا أستطيع أن أعبر عن ما أشعر به الآن !
عزائي أن آخر كلماتك في الحياة كانت معي حين قلت لك يجب أن نغادر المكان فالمليشيا كعادتها تعاود القصف لاستهداف المسعفين لكن صاروخ المليشيا اللعين لم يمهلنا لأخذك ونغادر المكان هزمني القدر وأخذك مني!
ليتني هزمته وأخذتك أو أخذتني معك، ولا كل هذا الألم الذي يقتلني ويحرق قلبي عليك يا أغلى وأوفى الأصدقاء!
نم قرير العين يا عيني، وعهدا أننا سنمضي على دربك ونواصل الكفاح من أجل الهدف الذي قدمت روحك الزكية من أجله، الكل يعلم انك لم تحمل سلاحا يوما، لكنك كنت تحمل ما هو أقوى من المدفع والدبابة، وهي كاميرتك التي تحطمت ورفضت أن تبقى بعد أن فقدتك!
آه يا وجعي عليك يا محمد، اعذرني يا أخي لم أوفك حقك، فالكلمات تخونني ولا أستطيع الكتابة أكثر!