هل يعتبر عدم حضور هادي اجتماعات الأمم المتحدة إخضاعاً للدولة؟

  • معد التقرير: قناة بلقيس - غرفة الأخبار
  • 18,سبتمبر 2019

مداولات مكثفة في أروقة الشرعية بالرياض حول ذهاب الرئيس هادي لتمثيل اليمن في اجتماع الأمم المتحدة من عدمه.

 

أنباء تقول أن التحالف يضغط على الرئيس هادي لثنيه عن السفر والدفع باتجاه ذهاب رئيس الوزراء معين عبدالملك نيابة عنه، ومراقبون يرون أن الرياض تخشى من أن يتخذ الرئيس هادي مواقف حازمة أمام العالم تتعلق بانقلاب التحالف على مسار دعم الحكومة الشرعية ورفع الغطاء القانوني عنه في اليمن.

يتحدث كثيرون حول أن اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة اليوم هو آخر فرصة أمام الشرعية لإنقاذ نفسها والبلد من وصاية التحالف وتحرير القرار الوطني من سيطرة الرياض، في الوقت الذي يتحدث فيه مسؤولون حكوميون عن تشديد الرياض لوصايتها على القيادات اليمنية المقيمة في الرياض.



وصاية الرياض


ما يثبت هذه الأنباء هو البيان الذي أصدره نائب رئيس مجلس النواب ووزيري الداخلية والنقل من القاهرة اليوم الأول، والذي دعا إلى تسوية العلاقة بين الشرعية والرياض على أساس المصلحة المشتركة، وتشكيل جبهة وطنية للدفاع عن الجمهورية

 

البيان حمل في طياته اعتراض ضمني على انحراف أجندة الرياض في اليمن، وفرض وصاية مشددة على قيادات الشرعية، بالإضافة إلى المطالبة بإنهاء دور الإمارات في اليمن.


انحراف أجندة التحالف لم يعد يخفى على أحد، لكن المثيرَ للغرابة هو الانبطاح الكامل لقيادة الشرعية وقادة الأحزاب السياسية للرياض، وتسليم القرار الوطني لها بالكامل، لاسيما بعد نوايا التقسيم التي ظهرت بها الرياض وأبوظبي أبان دعمهم لانقلاب عدن ومحاولة شرعنته في ما سمي بحوار جدة.

 

خوف سعودي


الصحفي فهد سلطان أعتبر لقاء الرئيس هادي بنائب وزير الدفاع السعودي قبل أيام تأكيد على أن هناك ضغوط كبيرة مُورست على هادي بعدم السفر إلى الولايات المتحدة وحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، معللا ذلك بعدم لقاء الرئيس هادي من قبل المسؤولين السعودين إلا عندما يكون هناك قضية مفصلية هم بحاجة إليها.


وأضاف سلطان، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة بلقيس مساء، إلى أن التصعيد من قبل الشرعية والحكومة ضد الإمارات بعد قصف طائراتها الجيش الوطني أواخر أغسطس الماضي خوف السعودية، وهو ما دفعها للضغط على هادي بعدم سفره، مشيرا إلى أن السعودية لن تفرط بالإمارات ولن تمنعها من ممارسة هذا الدور في اليمن.

 

بدورها؛ مسؤول الملف السياسي في شبكة نساء من أجل اليمن سمية الثور قالت إن عدم حضور الرئيس هادي اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يثبت أن الحكومة تحت ضغوط السعودية والإمارات، لافتتا إلى أن حضور الرئيس في هذه المرحلة كانت فرصة له وللدولة في أن يعبر عن الوضع الحقيقي في البلاد، وموقفه بما يفعله التحالف في اليمن، ورؤيته للسلام وحل الازمة اليمنية.


مشيرة إلى أن الحكومة سُلبت شرعيتها وسيادتها على اليمن وقرارها بطريقة ممنهجة من قبل السعودية والإمارات.

وبشأن ما الذي تخشاه الرياض من ذهاب الرئيس هادي حتى تقوم بمنعه، لفت سلطان إلى أن السعودية تتخوف أن يعلن هادي إنهاء دور الإمارات من تواجدها في اليمن، لأنه وبمجرد هذا الإعلان – بنظر سلطان – سينتهي دور السعودية في اليمن مباشرة وسيكون تدخلها في اليمن تدخل غير شرعي واحتلال، بالتالي ما زالت السعودية بحاجة إلى الشرعية لتحقيق أهدافها واطماعها.

 

مرحلة حساسة


المحلل السياسي البراء شيبان قال إن تخفيض التمثيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى مستوى نائب وزير الخارجية لم يكن موفقا خاصة في هذه المرحلة واللحظة الحساسة التي كان مفترض أن يحضر رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن هناك ضغوط واضحة على الرئيس هادي لعدم حضوره.


ولفت شيبان إلى أن الفائدة الآن مما حدث هو إنه لم يعد بالإمكان تغطية ممارسات الإمارات في اليمن، فهي من قررت أن تخرج لمواجهة الشرعية، بالتالي وضعت نفسها في مواجهة أمام مصالح الشعب اليمني، بحسب شيبان.

 

الثور عادت لتقول بأن: "ضعف الدولة التي أوصلنا إليها التحالف وأسلوب وعمل الدولة نفسها خلال فترة الحرب وأخطاء وفساد الحكومة، وغياب الرئيس عن هذا الاجتماع يعبر عن مستوى استغلال التحالف لشرعية الرئيس هادي".

 

وكيل وزارة الثقافة عبدالهادي العزعزي قال إن الرئيس هادي يمثل رأس السلطة الشرعية، بالتالي كان حضوره اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة سوف يكون أكثر إيماناً بالقضية، وأكثر قوة في الطرح، وأكثر تجاوباً من قبل المجتمع الدولي، معتبرا منع الرياض لهادي من الحضور بالكارثة.

 

وبشأن تساؤل: كيف سيتعامل المجتمع الدولي في حال قدمت الحكومة عبر ممثلها نائب وزير الخارجية طلبا للأمم المتحدة بمغادرة الإمارات من اليمن، لفت العزعزي إلى أن في حال كان هناك طلب بدون أي مقدمات وبدون حركة للدبلوماسية اليمنية لدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن قد لا يجد نفس الصدأ بخلاف أن كان هناك إعداد مسبق وتحرك دبلوماسي.