هل بدأت الإمارات بالانسحاب من اليمن فعلاً أم أعادت تموضعها؟

  • معد التقرير: قناة بلقيس - غرفة الاخبار - خاص
  • 30,يونيو 2019


اثارت الأنباء المتواترة عن تقليص الإمارات وجودها العسكري في اليمن، وسحب قواتها من مدينة عدن عاصمة البلاد المؤقتة، تساؤلات العديد من اليمنيين عن أسبابه، وهل هو تمهيد لطي صفحة حضورها في اليمن أم محاولة لإعادة التموضع من جديد؟!

وكشفت وكالة الأنباء "رويترز" في 28 يونيو/حزيران الجاري عن سحب السلطات الإماراتية جزءاً من قواتها في اليمن، بسبب ارتفاع حدة التوتر في منطقة الخليج بين إيران والولايات المتحدة، بعد استهداف سُفن نفط إماراتية وسعودية ونرويجية قرب ميناء الفجيرة الإماراتي في مايو/أيار الماضي واستهداف سفن الشهر الجاري في بحر عُمان وإسقاط إيران لطائرة أمريكية دون طيار أقلعت من أبوظبي.

 

لكن باحثين ومحللين يمنيين لا يعتقدون أن هذا السبب الرئيس وراء الانسحاب إن تأكد حدوثه، ويعتقدون أن أسباب أخرى متعلقة بالعلاقة مع السعودية والحكومة الشرعية وراءه، إضافة إلى توترات داخل الإمارات، لكن ذلك لا يعني انسحابها بل إعادة تموضع للقوات.

 

وإذا تأكدت هذه الخطوة الإماراتية على أرض الواقع، فإنها ستعيد خلط الأوراق في ساحة الصراع اليمنية، وقد تُسرع في انهيار التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات؟

 

 وجود رمزي 

 

يعتقد الكاتب والباحث نبيل البكيري أن وجود القوات الإماراتية في جنوب البلاد "أشبه بوجود رمزي من خلال مليشيات ممولة من قبلها". واصفا الحديث عن الانسحاب بالمضحك.

 

 

 

ويضيف "البكيري" في حديثه لبرنامج "المساء اليمني" مساء السبت (29 يونيو/حزيران)، أن هذه الانسحابات إن حدثت فقد تحدث بتوافقات سرية بين الإمارات وأطراف كإيران أو حتى مع جماعة الحوثي.

 

وفي إجابته على تساؤل: هل انسحاب الإمارات من عدن مقدمة لعودة الحكومة؟ رد "البكيري" بالقول "إنه لا يوجد ما يمنع من عودة الحكومة إلى عدن سواء من قبل الإمارات أو السعودية أو أي طرف آخر، لأن الحكومة نفسها "متكيفة" مع وضعها في الرياض".

 

إعادة تموضع

 

من جهته يرى الباحث المختص في الشأن الخليجي والسياسة الإيرانية عدنان هاشم أن تقليص الإمارات لقواتها في عدن والساحل الغربي مرتبط بمشكلات تعاني منها أبوظبي في اليمن، مشيراً إلى أن تلك المشاكل تتمثل بمشكلات "مع الحكومة الشرعية، وتنازع النفوذ مع السعودية في جنوب اليمن، ومشاكلها الداخلية بين حكامها".

 

ويعتقد "هاشم" أن الإمارات لن تنسحب بشكل كامل من اليمن، ولا يمكن لها أن تخاطر بخروجها "لعدة اعتبارات بسبب وجود الغاز بالمناطق الشرقية والجنوبية من البلاد، إضافة إلى نفوذها بالقرن الأفريقي".

 

وذهب "هاشم" إلى اعتبار ما وصفه ب"الانسحاب الرمزي" للإمارات "إعادة تموضع" لتهدئة التوترات الداخلية الخاصة بها وأيضا التوتر مع السعودية.

 

أبعاد الانسحاب

 

أما الخبير العسكري عبدالعزيز الهداشي فشكك بحدوث "انسحاب" إماراتي من جنوب اليمن، متسائلا: هل هي إعادة انتشار أم انسحاب؟!

 

وعلى عكس ما رأه البكيري عن أبعاد الانسحاب الإماراتي، قال "الهداشي": إنه في حال انسحبت الإمارات انسحاب كلي فسوف تحدث كارثة ليس من مصلحة الشرعية.

45634346.JPG

وأوضح أن انسحاب الإمارات يعني: انهيار جبهات الساحل الغربي لأن أبوظبي هي التي تتولى القوات المرابطة هناك وتقوم بدعمها، وسوف يعود الحوثي إلى مناطق الجنوب مجددا لأن الإمارات ستترك فراغاً.

 

وفي الأشهر الأخيرة، تصاعدت في اليمن المطالبات بطرد دولة الإمارات من التحالف، بسبب استمرارها في دعم تشكيلات عسكرية خارج إطار الحكومة اليمنية، ومحاولتها السيطرة على المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد عبر هذه التشكيلات.

 

ومن غير المعروف عدد القوات الإماراتية الموجودة في اليمن منذ تدخل التحالف بقيادة السعودية في الصراع اليمني عام 2015 في مسعى لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي أطاحت بها ميلشيات الحوثي عام 2014م