مدرسة بلحج على وشك الإغلاق ومصير مجهول ينتظر عشرات الطلاب

  • معد التقرير: بلقيس – خاص - محيي الدين الصبيحي
  • 11,يوليو 2019

يلوح في الأفق هاجس الإغلاق مجدداً لمدرسة "أنس بن مالك" بمنطقة الكديرا بمحافظة لحج – جنوب البلاد - بعد إعادة افتتاحها منذ ثلاثة سنوات فقط، قدمت حينها جهود كبيرة قادها شخصيات اجتماعية في المنطقة أفضت إلى استئناف محدود للتعليم في المدرسة.

يعود التأسيس إلى 1994م، بعد توقف التعليم لقرابة عشر سنوات، ثم أعيد افتتاحها بوعد من إدارة التربية والتعليم بتوفير الطاقم التعليمي، كما تعود المخاوف من لإغلاقها من جديد؛ لاسيما وأن المدرسة تضم خمسة فصول دراسية، ويوجد بها معلم واحد فقط يعمل مدير للمدرسة ومعلم في نفس الوقت، وقد تم تحويله مؤخراً للتدريس في كلية المجتمع.


تعليم مشلول!


يقول الدكتور فضل راجح مدير المدرسة والمعلم الوحيد فيها: التعليم في مدرسة انس بن مالك بالكديرا مشلول؛ حيث تعاني المدرسة من عدم وجود المعلمين المؤهلين لما يزيد عن مائة طالب في خمسة فصول دراسية؛ الأمر الذي كان له تبعات سلبية على العملية التعليمية، وأضاف: يوجد مدرسين متطوعين بعضهم خريج اعدادية تدفع لهم التربية أجور تعاقدية تقدر بعشرة ألف شهريا، وبعد المواد وخاصة العلمية لا يوجد لها معلم لا أساسي ولا متطوع.

 

يضيف "راجح": المدرسة متهالكة وخاصة السقف، فهي بحاجة إلى ترميم عاجل؛ كون المبنى قديم عفا عليه الزمن، وقد زاد من حال المبنى سوء توقف التعليم في المدرسة لما يزيد عن عشرة أعوام وتعرضه للأمطار الموسمية الأمر الذي تسبب بتشقق في سقوف المبنى الخشبية.

785858.JPG

يعود سبب الانهيار التعليمي في المدرسة إلى إدارات التربية المتعاقبة التي قامت بسحب المعلمين من المدرسة أثناء فترة دمج المعاهد ولم تستطع حينها توفير البديل، وهو ما كان سببا رئيسا في إغلاقها لما يزيد عن العقد ولهذا تتحمل التبعات لما تعرضت له المدرسة.

 

ونظراً لعدم وجود خيارات ممكنة ولضعف قدرات السكان يقول مدير المدرسة: بأن معظم الطلاب لا يستطيعون مواصلة العملية التعليمية بعد الصف الخامس؛ لعدم وجود مدارس قريبة لإكمال العملية التعليمية، ولذا يترك الكثير من الطلاب مقاعد الدراسة ويتجهون بعدها إما للانخراط في السلك العسكري أو للرعي.

 

جهود لم يكتب لها النجاح

 

من جانبه يقول الإعلامي إبراهيم العطري أح أبناء المنطقة: إن جهود الأهالي في المنطقة باءت بالفشل لمتابعة الجهات ذات العلاقة في ايجاد الطاقم التعليمي المتخصص في المدرسة، رغم أن الأهالي مؤخرا حصلوا على انتداب معلمان من السلك العسكري للقيام بالعملية التعليمية في المدرسة؛ لكنها ليست حل مجدي وربما إن استمر الحال كما هو عليه قد تغلق المدرسة لمرة أخرى وتزداد معها معاناة الطلاب.

وضع مزري (002).jpg

سلطان طه أحد شخصيات المنطقة طالب الجهات المعنية بتوفير المعلمين الذي قال: إن الحرمان وسياسة التجهيل طال المدرسة منذ ما يزيد على15 عاما لكنه قال أن اعادة افتتاح المدرسة فرحة لم تكتمل لعدم وجود الطاقم التعليمي المتخصص عماد وركيزة المدرسة الرئيس. وابدى تخوفه من عودة إغلاق المدرسة بسبب تلكؤ الجهات المختصة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه عند إعادة افتتاح المدرسة بإيجاد المعلمين المؤهلين، والتعاقد مع اخرين، لكن تلك الجهات لم تفي بما وعدت به في توفير المعلمين للمدرسة.

 

هل الإغلاق متوقع؟!

 

من المحتمل أن تتجه مدرسة أنس بن مالك إلى الاغلاق للمرة الثانية؛ جراء الشلل التام الذي أصاب العملية التعليمية، لاسيما مع انعدام مبشرات بحلول قريبة لمعضلة المعلمين، والتي إن غادرها المدير الحالي جراء تحويله للكلية ستصبح دون طاقم ثابت عدى المتطوعين دون حملة المؤهل الجامعي، وتبقى تلك التوقعات قائمة بقوة مالم تتدارك الجهات المعنية لوضع المدرسة المزري.!!