مخطط حوثي لإقامة معسكر في إب لتجنيد اللاجئين الأفارقة

  • معد التقرير: قناة بلقيس - إب - خاص
  • 22,يوليو 2019

"وارحبي يا جنازة فوق الأموات".. بهذا المثل الشعبي بادرنا المواطن عبده شرافي، وهو يتحدث بتذمر واضح عن إعلان مليشيا الحوثي إنشاء مركز إيواء لمهاجرين أفارقة غير شرعيين في محافظة إب(وسط اليمن).

 

وتابع عبده في حديثه لـ بلقيس: " كيف لمدينة إب المحاصرة والمكتظة بالسكان وانتشار الأوبئة مثل الكوليرا وغيرها وانقطاع الرواتب وغلاء الأسعار، والتي فشلت في استيعاب آلاف النازحين، أن تقيم مركز إيواء لـ 100 ألف لاجئ أفريقي.

وتابع عبده بحسرة بالغة "بدلاَ من أن تحل مليشيا الحوثي مشاكل المواطنين وهمومهم في إب وانقطاع الرواتب منذ قرابة أربعة أعوام وتعالج أوضاع النازحين، ذهبت بعيداً واستجلبت مشكلة تتعلق بتوطين الأفارقة في المدينة".

 

وأعلنت مليشيا الحوثي إنشاء مراكز لإيواء اللاجئين الأفارقة في محافظة إب بتكلفة 14 مليون دولار، حسب الإتفاق المبرم مع مفوضية شؤون اللاجئين.

 

في العاشر من يوليو/تموز الجاري، وضع الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة إب المعين من قبل مليشيا الحوثي أمين الورافي، ومعه قيادات أخرى وبمعية رئيس منظمة الهجرة الدولية ديفيد بيركت، حجر الأساس لمشروع إيواء الأفارقة بمدينة إب بعد لقاء عقد بمبنى المحافظة لمناقشة تنفيذ المشروع.

 

وأكدت مصادر حقوقية أن قادة مليشيا الحوثي في إب أقدمت على تسليم مساحة واسعة من الأرض لمنظمة اللاجئين الأممية من أجل إقامة المعسكر الذي تقدر مساحته بنحو 20 ألف متر مربع، فيما أبدى الناشطون قلقهم من هذا المخطط الرامي إلى تحويل مدينة إب إلى موطن لنحو 100ألف مهاجر افريقي.

 

ويأتي ذلك رغم معارضة شديدة من كل فئات المجتمع، فمدينة إب تعاني حسب اعتراضاتهم من الكثافة السكانية وفشلت في إستيعاب مئات الآلاف من نازحي المحافظات المجاورة كتعز والضالع والحديدة أبان الحرب قبل أربع سنوات فكيف لها إيواء مئات الآلاف من الأفارقة في هذه الظروف الصعبة.

 

ويتدفق آلاف المهاجرين الأفارقة من الصومال وإثيوبيا وإريتريا إلى السواحل اليمنية بشكل سنوي، حيث يحاولون استخدام اليمن بلد عبور إلى مناطق متفرقة من الجزيرة العربية، غير أن أغلبهم يعجز عن الوصول إلى مبتغاه ما يجعلهم عرضة للاستقطاب الحوثي.

 

وحسب تقرير لمنظمة الهجرة الدولية فإن نحو 160 ألفاً من المهاجرين الأفارقة غالبيتهم من اثيوبيا والصومال وصلوا اليمن العام الماضي.

 

لماذا إب؟

 

وندد وجهاء وأبناء إب من مغبة إنشاء مخيم للاجئين الأفارقة في مدينتهم خوفاً على بلدتهم من تزايد معدلات الجريمة والسرقة والإغتصاب، وتفشي الأوبئة المعدية وتفاقمها اثر تواجدهم الكثيف خاصة بمحافظة صغيرة مثل إب تكتظ بالسكان وتنفجر بالزحام ولا تحتمل أية نسبة للزيادة.

اجتماع السلطة المحلية بممثلي الهجرة الدولية1 (003).jpg

ويتخوف المواطنون من زيادة الضغط على المحافظة في الجانب الخدماتي والذي يتدهور بشكل متسارع خصوصاً في مشاريع المياه، وفي حال تواجد مركز إيواء للأفارقة وتوطين لهم سيشكل ضغطا إضافيا يفاقم المعاناة التي يكتوي بها أبناء مدينة إب.

 

وبحسب مصادر خاصة تحدثت لـ "بلقيس" فإن قرار مليشيا الحوثي بإنشاء مركز إيواء للاجئين أفارقة في محافظة إب التي تقع في خط التماس يهدف إلى رفد الجبهات بالمقاتلين.

 

وأكدت المصادر بأن مليشيا الحوثي تهدف من وراء إقامة معسكر للاجئين الأفارقة في إب، الحصول على الدعم المالي من المنظمات الأممية لمراكز الإيواء وأيضا تجنيد أكبر قدر من اللاجئين للقتال في صفوفها وتزويد الجبهات.

 

تجنيد اللاجئين

 

وفي السياق قال مستشار وزير الإعلام - في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا - مختار الرحبي، إن موضوع استقدام أو فتح معسكر لجوء في محافظة إب الهدف منه إظهار أن مليشيات الحوثي مهتمة باللاجئين لتحسين صورتها أمام الدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان وحقوق اللاجئين للحصول على دعم مالي لهذه المعسكرات".

 

وأضاف الرحبي في تصريح لـ "بلقيس" إن الهدف الآخر الذي يخطط له الحوثيين هو استخدام هؤلاء الأفارقة وتجنيدهم للحرب واستغلال حاجتهم للمال في الدفع بهم للمحارق في الجبهات".

 

وحذر الرحبي من خطورة إنشاء مركز إيواء للمهاجرين الأفارقة في إب وما يترتب عليه من مشاكل أمنية وصحية وجرائم في ظل مليشيات الحوثي وفي ظل دولة الانقلاب المتراخية".

 

وتتجاهل مليشيا الحوثي مساعدات عشرات الآلاف من النازحين اليمنيين في إب الذين يفتقدون أبسط مقومات الحياة كالغذاء والدواء والمسكن وتتركهم يعانون الجوع والفقر والمرض والتشرد، وتحرمهم من المساعدات الإغاثية المخصصة للنازحين وتبيعها في السوق السوداء، وفقا لبرنامج الغذاء العالمي.

 

تراجع وغموض

 

وعلى أثر ذلك الرفض الشعبي دفع بالأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة إب الورافي الذي وضع حجر الأساس للمشروع للنفي وقال إن هناك ثلاث نقاط رئيسية لتجميع اللاجئين غير الشرعيين في عمران وذمار وإب ومن ثم ترحيلهم إلى بلدانهم.

Capture42.png

واضاف الورافي في تصريحات صحفية إنه خاطب القيادة بصنعاء(مليشيا الحوثي) برفض أبناء المجتمع في محافظة إب لفكرة إقامة مركز إيواء للاجئين الافارقة في المحافظة على أن يظل إجراء تجميعهم وحجزه داخل السجن المركزي ومن ثم ترحيلهم.

 

من جانبه وكيل أول محافظة إب الشيخ عبدالحميد الشاهري - المعين من قبل مليشيا الحوثي - قال إن "اقامة مركز إيواء للاجئين الأفارقة سيكون كارثة على المدينة المكتظة بالسكان والنازحين وانتشار للجريمة والرذيلة والأوبئة وتشويه المنظر الجمالي لتراث المدينة".

 

ودعا الشاهري في منشور بصفحته على "فيسبوك" إلى مراجعة ذلك حفاظا على المصلحة العامة صحيا وأمنيا والاستجابة للرفض الشعبي العارم للمشروع التدميري لنسيج محافظتهم ودعوته للسلطة المحلية في إب لرفض مثل هذا المشروع الخطير.

 

وعلى خلفية هذا المشروع بدأت حملة كبرى تندد بقرار المليشيا وارتفعت الأصوات المطالبة بإيقاف العبث بالوطن وإيقاف مثل هذا القرار. ودشن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاق #لا_لتوطين_الأفارقه_في_اب

 

الناشط السياسي وعضو مؤتمر الحوار الوطني، عادل عمر، تساءل: لماذا يتم الاصرار على انشاء مركز ايواء جديد طالما هناك مراكز ايواء اقامتها منظمة الهجرة في محافظات أخرى؟

 

وأضاف في تصريحه لـ "بلقيس" لسنا ضد اللاجئين أو المهاجرين غير الشرعيين، ولكننا ضد فساد المنظمات وضد الاسترزاق باسم المخيمات ومراكز الايواء".

 

وتابع "مبلغ 14 مليون دولار التي أعلنوا عنها ثمن الأرض وتكاليف البناء يمكن أن تؤمن تكاليف إعادتهم إلى بلدانهم أو تطوير مراكز الايواء الحالية".