قناة بلقيس توثق معاناة نساء تهامة في جلب الماء والحطب

  • معد التقرير: قناة بلقيس - خاص
  • 13,سبتمبر 2019

"أم يعقوب" نازحة تهامية من محافظة الحديدة في مقتبل العمر، ولكنها تحمل أعباء أسرتها في جلب الماء والحطب مع ابنتها الصغيرة(8 سنوات) حيث يشهد الساحل الغربي أكبر عملية نزوح بسبب الحرب التي يقودها التحالف والإمارات بصورة غير واضحة، والتي سرعان ما طفت على السطح في الوقت الحالي، و بسببها دفعت الكثير من الأسر إلى النزوح ومنها أسرة "أم يعقوب" التي نزحت إلى أحدى القرى بمنطقة الكدن التابعة لمحافظة الحديدة.

تقول أم يعقوب: " حالنا تغير كثيراً، قبل أن ننزح كنا نعيش حالة من العز والكرامة، الآن ونحن هنا لا ماء ولا غاز، وهذا جعلنا نقوم بجلب الماء من الآبار القريبة والتي لم نكن نعرف عنها، الجو حار ومع هذا نسير مسافة طويلة جداً، ونواجه الكثير من المتاعب والمصاعب في الطريق".

 

وتضيف بجانب الماء، أنها تجلب الحطب بشكل يومي من أماكن قد تكون قريبة من مكان نزوحهم، حيث تضع فوق رأسها قطعة من قماش، وتلبس القميص وهو رداء تلبسه نساء تهامة في المناطق الريفية عند الخروج من المنزل، وتحاول كغيرها من النساء القادمات من المدينة أن تقلل من مخاطر جلبها للحطب، حيث تضع على يديها قطعة قماش تلفها بشكل دائري رغبة منها في حماية أكفها، فأعواد الحطب بها الكثير من الأشواك والأعواد الجافة التي تصعب على النساء من أمثال "أم يعقوب" التعامل معها.

 

صعوبة الحياة


تواجه الفتيات النازحات الكثير من الصعوبات، منها الحصول على الماء، والذي بسببه قد يتعرضن للتحرش أو المنع، ناهيك عن تعرض أيديهن للجراح بسبب الاستخدام المستمر للحبال التي يلقين بها إلى الآبار من أجل رفع المياه من أعماقها.

 

"مريم" فتاة نازحة في أحد التجمعات التابعة للنازحين تتحدث لموقع "بلقيس" بالقول: " نزحنا والآن نحن بين هذا الحر لا  يوجد لدينا ما يحمينا من حرارة الشمس ولا نستطيع أن ننسجم مع الوضع، وكلما حاولنا واجهنا صعوبات كثيرة، الحسي – البئر- بعيدة مننا، ولا معنا حمير ولا نمتلك وسائل لنقل الماء، وأيدينا والله أنها تتقطع ويخرج منها الدم، بسبب الحبل والدلو، وفوق هذا الماء مش نظيف بسبب. دخول المياه المتسخة التي تتجمع حول البئر والتي تجلب الذباب والحشرات و قرب الحمير التي تنقل الماء من فتحة البئر".

 44444.JPG

وتضيف: "أما بالنسبة للحطب والله تعبه يطلع الروح، وفي بعض الأحيان بعض الناس يمنعونا من التحطيب، ونسير مسافات طويلة جداً، واكثر ما يتعبنا الحطب أيام الأمطار، نتعب ونجمع الحطب وإذا جاء المطر يتبلل ويصبح غير قابل للاشتعال، وبعدها لا نقدر نطبخ ولا نقدر نصلح لنا حتى خبز".

 

زيادة الأعباء

 

تواجه الفتيات النازحات في الساحل الغربي معاناة لا يمكن وصفها بالمجمل العام للواقع الإنساني الذي يضمنه العالم للفرد كإنسان، ففي اليمن تعتمد المجتمعات الريفية بشكل كبير على المرأة في جلب وتجهيز احتياجات المنزل من ماء وحطب وغيره، وهو ما يتوجب على النساء النازحات القيام به في سبيل استمرار حياتهم، مقابل قيام الرجال بالعمل خارج المنزل.

 

تسند أم يوسف ظهرها على جدار أحد الفصول بالمدرسة التي لجأت إليها، وتحاول بلا جدوى أن تصارع حرارة الصيف ودرجة الحرارة المرتفعة التي تصل إلى 40 درجة مئوية، وترتفع في كثير من الأحيان، "أم يوسف" هي واحدة من الكثير الذين نزحوا من المناطق الحدودية مع السعودية بسبب المواجهات في مناطقهم.

 

وتشكو أم يوسف لموقع بلقيس معاناتها وتقول: "كنا نذهب لجلب الماء في البدايات الأولى لنزوحنا ولا أحد يضايقنا أو يعترض طريقنا، لكن مع استمرارنا بدأت المشاكل تظهر، والآن نسير للماء في الليل بسبب مشاكل مع القرية المجاورة لنا، حصلت مشاكل واختلفت البنات حقنا مع بنات القرية، ومنعونا من الماء، وبعدما تدخلوا بعض الخيرين سمحوا لأهل القرية بجلب الماء نهاراً ونحن النازحين نجلب الماء في الليل، وهذا والله من أصعب مشاكلنا بسبب الخوف وطول الطريق".

 5555.jpg

تتابع أم يوسف حديثها: " والله بعض الأحيان من كثر التعب ننام ونحن نبكي ونصحى ونحن نبكي من شدة التعب والقهر، ليس لنا حول ولا قوة ".

 

انتشار الأمراض

 

وكغيرهما من النساء تبدأ "حمدية" يومها منذ الصباح الباكر بأعمال شاقة، فجلب الماء والحطب شيء لا بد منه من أجل استمرار حياتهم، ونتيجة للأجواء الحارة وتلوث المياه أصيب الكثير من الفتيات ببعض الأمراض الجلدية، وتعتبر "حمدية" واحدة ممن تشكو من ظهور طفح جلدي في جسدها بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.

 

و تقول " هيفاء" طالبة في الصف الثامن أنهن محرومات من الدراسة وذلك لانشغالهن بجلب الماء أو الحطب أو القيام بالأعمال المنزلية، مشيرة إلى وجود عدة عوائق ومشاكل تلاحقهن، منها انتشار الأمراض في أوساط مجتمعهم النازح، وصعوبة الحياة على الكثير من الأسر.

 

واختتمت هيفاء حديثها لموقع قناة بلقيس بأن لا حلم لها غير أن تدرس وتتعلم وتخدم بلدها، متمنية انتهاء الحرب رغبة منها في العودة إلى ديارها وإكمال دراستها، لتظل أحلامها مقيدة ضد مجهول ولا تستطيع التكهن بها أو النظر إليها في القريب العاجل.