عاصفة الحزم.. من عملية إنقاذ إلى كابوس يثقل عدالة معركة اليمنيين ضد الانقلاب

  • معد التقرير: قناة بلقيس- محمد الأحمدي
  • 25,مارس 2019
انطلقت عاصفة الحزم، قبل أربع سنوات، وتوجهت أنظار اليمنيين وآمالهم نحو المنقذ، في لحظة من الزمن خُيّل إليهم أنها يقظة عربية، من شأنها استعادة اليمن وصون كرامة الإنسان اليمني وحقوقه التي أهدرتها مليشيا تحالف الانقلاب.

تسامى اليمنيون على آلام عقود من خذلان الجوار وسياسات التهميش والوصاية، ونهضوا يتصدرون الصفوف، رأس حربة في معركة الدفاع عن الوجود العربي في رابع عاصمة عربية تسقط في أحضان المشروع الإيراني.
 

دفع اليمنيون فاتورة موقفهم الرافض للانقلاب من خالص دمائهم وحرياتهم، وتعرضوا لكل أشكال القمع والتنكيل على أيدي الانقلابيين، أملا في الخلاص من كابوس الإمامة، والإبقاء على اليمن جزءا من الجسد العربي.
 

لكن سرعان ما تبخرت الآمال، وتحول المنقذ القادم من خلف الحدود إلى جلاد لا يقل وحشية عن الجلاد الأول، وإذا بطائرات التحالف تدشن مسلسل القتل بحصد أرواح المدنيين على طول الخارطة اليمنية، مخلفةً آلاف الضحايا وأسئلة مفتوحة بحجم الألم.
 

حُررت العاصمة المؤقتة عدن من مليشيا تحالف الانقلاب، ولكنها تحولت إلى ساحة للفوضى والقمع والاغتيالات وشبكات السجون السرية والتعذيب حتى الوفاة، والضحايا رموز المقاومة وناشطون سياسيون، بينما الفاعل مرتزقة أجانب وكيانات عسكرية خارجة عن سلطة الشرعية، أنشأتها ومولتها دولة الإمارات.
 

عشرات القتلى في مسلسل الاغتيالات ومئات المختطفين والمخفيين قسرا في سجون الإمارات والتشكيلات العسكرية الموالية لها، ولا تزال المحاولات مستمرة لاستنساخ التجربة السوداء إلى مناطق أخرى لم تطأها أقدام الانقلابيين.
 

سباق محموم لهدر حقوق الإنسان وحالة القمع والترهيب سمة غالبة تطبع المشهد اليمني شمالا وجنوبا، دون أي إرادة ملموسة لمحاسبة المنتهكين أو جبر ضرر الضحايا أو وضع حدٍ لهذا المشهد القاتم، رغم المطالبات المستمرة لأهالي الضحايا وصرخاتهم في فضاء يضج بالمآسي وتداعيات الحرب وغياب سلطة القانون.