صراع الإمارات ورغبات السيطرة في الاستحواذ على النفط والغاز بشبوة

  • معد التقرير: قناة بلقيس - خاص
  • 02,يوليو 2019

لم يكن خبر الإنسحاب الاماراتي من اليمن إلا لذر الرماد على العيون وانحناء للعاصفة الشعبية الساخطة بإعادة التموضع، هذا ما تقوله الأحداث والوقائع اليومية على الارض في مناطق سيطرتها، وهذا ما يقوله سعيها لإكمال السيطرة على باقي المنشئات والمناطق الحيوية.

مؤخراً شهد أنبوب النفط والغاز في محافظة شبوة عمليات تفجير من قبل مجهولين، وشكل المحافظ لجنة تحقيق في الحوادث لكن اللجنة منعت من الوصول الى اماكن تفجير الانبوب من قبل النخبة الشبوانية التي اطلقت النار عليها .

 

وتأتي عمليات تخريب أنابيب النفط والغاز، بعد أيام من معارك عنيفة شهدتها المحافظة النفطية، بعد دفع أبوظبي قوات محلية موالية إلى مدينة عتق عاصمة المحافظة، حيث حاولت طرد القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، لكنها فشلت قبل أن تنسحب بوساطة قبلية.

 

وتواصل الإمارات التحشيد العسكري والتحريض الاعلامي لإشاعة الفوضى في شبوة ولعرقلة السلطة المحلية وأعمالها هناك، لكن لماذا كل هذا الاصرار وماذا تريد من شبوة؟

 

وحول هذا الموضوع قال الناشط الإعلامي والسياسي أكرم القعطبي أن محاولات الإمارات السيطرة على منافذ النفط والغاز ليست خافية على أحد، باعتبار هذه المحاولات ليست بالجديدة.

 

وأضاف القعطبي خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" مساء الاثنين (1 يوليو/ تموز) أن الإمارات تدخلت في بداية الأمر ضمن التحالف بقيادة السعودية لمواجهة مليشيات الحوثي واستعادة الدولة، لكنها انحرفت عن مسارها واتجهت للسيطرة على منابع النفط والغاز ومنع الحكومة من التواجد في تلك المناطق، وقامت باعتقال كل من يعارض سياساتها ومطامعها التوسعية في المحافظات الجنوبية.

 

ويرى القعطبي أن الإمارات ستعمل على إيقاف تصدير النفط من شبوة في حال ما إذا كانت منابع النفط لا تخضع لها.

 

أزمة مفتعلة

 

وحول المواجهات الأخيرة التي شهدتها شبوة مؤخرا، قال عضو مجلس الشورى وعضو مؤتمر الحوار الوطني سابقاً مقبل لكرش باعوضة إن ما حدث من محاولة اقتحام لعاصمة المحافظة من قبل النخبة الشبوانية المدعومة إماراتيا كان مفتعلا دون أي وجه حق، مشيدا بتعامل اللجنة الأمنية المسؤول مع هذا التحرك.

ودعا باعوضة دول التحالف إلى تصحيح العلاقة مع الحكومة اليمنية، والعمل على مساعدتها في دحر الانقلابيين وعدم تقويضها ، معتبرا ما يجري بالمحافظات الجنوبية وتشكيل المليشيات والنخب من قبل الإمارات بالعمل الغير مفهوم.

 

وحمل باعويضة دولة الإمارات مسئولية تفجير الأوضاع في محافظة شبوة، مستغربا صمت السعودية عما يجري في المحافظات الجنوبية.

 

ماذا يدور في شبوة؟

 

"ما يدور في شبوة لا يمكن فصله عن باقي مناطق البلاد خصوصا المحررة منها" يقول الأمين العام المساعد لحركة النهضة علي الأحمدي.

 

ويتابع الأحمدي للمساء اليمني على قناة بلقيس: "هناك منازعة للشرعية ووجودها ودورها في هذه المناطق وأرباك الوضع بشكل عام بسبب انحراف التحالف عن هدفه المعلن".

وقلل الأحمدي من التباين بين شركاء التحالف الرياض وأبوظبي في شبوة ، مستدلا بتجاوز المناطق الغير نفطية مثل سقطرى وعدن.

 

من جهته اعتبر المحلل السياسي إبراهيم القعطبي ما يجري في المحافظات الجنوبية بالانقلاب المكتمل الأركان على السلطة الشرعية.

 

وتعدّ شبوة من أهم المحافظات النفطية اليمنية، والتي أنشأت الإمارات فيها "قوات النخبة الشبوانية"، ومكنتها من السيطرة على العديد من المناطق تحت مسمى مكافحة "الإرهاب"، لكنها واجهت رفضاً محلياً وحكومياً أعاق بسط نفوذها في العديد من المناطق، وهو ما دفعها إلى التصعيد عسكرياً ضدّ قوات الأمن والجيش في هذه المحافظة.