تعز تدفع الثمن .. التحالف يصفي حساباته والحوثي يقتل المدنيين

  • معد التقرير: قناة بلقيس - خاص
  • 31,يوليو 2019

خمس سنوات لاتزال تعز تدفع الثمن مضاعفاً ولا يزال المدنيون يسقطون كل يوم بقذائف مليشيا الحوثي التي خلا لها الجو كما يبدو وأمنت من لغة الاحتجاج والأصوات المنددة.

 

ثمة فصل جديد من الصراع تشهده شوارع تعز لكن هذه المرة بوجود حرب تدور بين فصائل الشرعية ذاتها، فيما تحاط جرائم المليشيا في تعز بصمت دولي مريب خصوصا وأنها جرائم تكاد ترقى لجرائم وانتهاكات ضد القانون الإنساني.


مجازر مستمرة

 

لم يكن يوما عادياً في حياة صالح حاتم وأسرته حتى وإن بدا مألوفاً ليوميات تعز المليئة بالقصف والأوجاع، لقد فقد صالح طفله البالغ من العمر عاماً ونصف وأصيبت ابنته ذات العشر سنوات بجروح بالغة.

 

المجزر الجديدة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي ضد المدنيين في تعز باستهداف حي الروضة عبر قصف الأحياء السكنية، سبقت ذلك بساعات فقط جريمة مماثلة أسفرت عن إصابة خمسة أطفال من أسرة واحدة، اثنان منهم بحالة خطرة.

 

لم يتوقف استهداف المدنيين بتعز، ولكن توقف الحديث عن الجرائم، ربما انشغل الأخوة في المدينة بصراعات الجباية والنفوذ.

 

بحسب إحصاءات رسمية، فقد ارتكبت ميليشيا الحوثي قرابة ثلاثين ألف وخمسمائة انتهاك بحق السكان المدنيين في تعز خلال الفترة من مارس 2015 وحتى الخامس عشر من شهر يونيو من هذا العام، نجم عنها مقتل 2700 مدني، وإصابة أكثر من 13 ألف مدني، أغلبهم من الأطفال والنساء.

ورغم المطالبات المتعددة لاستكمال تحرير المحافظة والعبور بها إلى مرحلة التحرير الكامل والاستقرار، إلا أن الشرعية كما يبدو أخرجت ذلك من حساباتها كليا.


لم تكن الرياض وأبوظبي بعيدة عن مسرح العمليات في هذه المدينة التي تشكل قلب البلد وخزانها البشري الضخم، حضر التحالف بكثافة عبر دعم مجاميع مسلحة دعمها بسلاح يفوق سلاح الجيش.

 

خيارات مُرّة

 

الكاتب الصحفي عبدالعزيز المجيدي قال إن تعز تعيش يوميات دامية منذ قرابة الخمس سنوات بفعل الحرب البشعة التي شُنت على المدينة.

 

المجيدي أوضح-خلال حديثه لبرنامج المساء اليمني مساء أمس- إلى أن هناك من خطط وهيأ لمسرح القتل هذا وجعل هذه المدينة عالقة بين مجموعة خيارات، فلا هي قادرة على النفاذ بجلدها من هذا الصراع والحرب، ولا قادرة على الحياد بحيث تنجو من هذه الاستهدافات المتنوعة من قبل الحوثيين والتحالف وغيره.

 

وأضاف المجيدي إلى أن تعز تواجه مشاكل متعددة، بسبب الطرف المهيمن الذي استطاع أن يهيأ المسرح لهذه المآلات وهو التحالف العربي، وأمامه سلطة شرعية تائهة وضعيفة وعاجزة.

 

الأحزاب السياسية خاضت صراعاً بينياً في تعز أدى إلى إضعاف جبهة الشرعية عسكرياً ومعنوياً، وخلق انقساماً داخلياً في وسط ما يفترض أنها جبهة واحدة ضد خصم واحد.

 

وأردف المجيدي إلى أن هناك حالة انقسام سياسي في تعز تم استثماره من قبل أطراف في التحالف وتوسيع الفجوة فيه، وبنفس الوقت هناك أطراف اشتغلت على هذا الأمر ووقفت ضد تطلعات تعز.

 67856785678.JPG

وعن الصمت الحقوقي جراء الجرائم التي ترتكب في تعز، قال المجيدي إن الحديث عن ذلك لم يعد يثير إحساس أحد، لافتا إلى أن المنظمات الدولية اشتغلت مع الحوثي خلال الفترات الماضية.

 

بدوره؛ الناشط الحقوقي نور الدين المنصوري قال إن الانتهاكات الأخيرة التي طالت المدنيين في تعز من قبل مليشيا الحوثي كانت استهدافا للمدنيين بشكل مباشر عبر عمليات القنص والقصف العشوائي، وراح ضحية ذلك العشرات بين قتيل وجريح من المدنيين أغلبهم أطفال.

 

ويتركز دور المنظمات الدولية-بحسب المنصوري- على ضحايا غارات الطيران بما يلائم بعض الدول الخارجية وتتجاهل ما دون ذلك، بالتالي لم نلتمس في مدينة تعز أي إدانة أو ضغط ضد جماعة الحوثي حول استهدافه للمدنيين، واستغل الحوثي ذلك وكثف من استهداف الأحياء السكنية.

 

ساحة لتصفية الحسابات

 

المجيدي عاد ليؤكد أن تعز تُركت للحوثي لممارسة أبشع جرائمه بحق أبناء المحافظة، لافتا إلى أن هدف التحالف الأساسي استنزاف أكثر من طرف داخل هذه المعركة، وبنفس الوقت استخدام الملف الحقوقي كشكل من أشكال المقايضة لجرائم أخرى ارتكبها التحالف في مناطق أخرى.

والهدف من ذلك كله-بنظر المجيدي- اضعاف تعز وتحويلها إلى ساحة لتصفية حسابات مختلفة، التحالف يصفي حسابات مع الحوثيين في هذه المحافظة بدماء الأبرياء، والحوثيون ينتقمون من تعز لأنها بالنسبة لهم غريم تاريخي يجب القضاء عليه والتخلص منه، حد وصف المجيدي.

 

من جهته؛ قال قائد الكتيبة 12 في اللواء 22 ميكا وهيب الهوري إن الحوثيون عاجزون عن التقدم في تعز فيلجؤون إلى قصف الأحياء السكنية واستهداف المدنيين.


الهوري أشار إلى أن "الجيش يسعى جاهدا لأثبات وجود أولا باعتبار أن هناك مؤامرات كبيرة استغلها الحوثي ويراهن عليها لكسر الجيش في الداخل".

 

ومع انطلاق عاصفة الحزم، تشكلت في تعز مقاومة شعبية تصدرت المشهد وأفضت الى تحرير أجزاء من المدينة من الانقلابيين الحوثيين الى أطراف المحافظة شمالا، وبعد نحو أربعة أعوام من التحرير لم تتعافى المدينة كما كان يتوقع أبناؤها.