بالصور .. شاب يمني يحول الإطارات التالفة إلى اشكال جمالية

  • معد التقرير: قناة بلقيس - خاص
  • 17,سبتمبر 2019

"من السهل أن تخلق لنفسك باب للحياة عندما تغلق أمامك كل فرص العيش الكريمة في بلد كاليمن التي تعيش حرباً متشعبة لا أفق لها حتى الأن ولا مجالا لإنهائها" بهذه الكلمات بدء سفيان نعمان مؤسس مشروع للاستفادة من لإطارات التالفة.

يقول نعمان أنه عندما تجد الإطار التالف أمامك وأنت لديك أو تمتلك حدس فني فإنك تستطيع تشكيل أي شيء من هذا الإطار، ومن ثم الإرادة القوية لمواجهة ظروف العيش الصعبة تجعلك اأضا تصنع الشيء الجميل الذي يبهر ويعجب غالبية الناس من حولك.

 

لم يستسلم الشاب سفيان نعمان "45 عاما" للوضع الراهن منذ تسريحه من عمله في شركة خاصة بصنعاء، بعد إغلاق أبوابها أمام اللآلاف من العاملين كغيرها من الشركات الخاصة التي اغلقت بفعل الحرب المستمرة للعام الخامس على التوالي وتسببت بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، كما تصفه الأمم المتحدة.

 

وأسس نعمان مشروع لتحويل الإطارات التالفة التي تعج بها الأحياء والشوارع في المدن اليمنية إلى مجسمات وأشكال صديقة للبيئة، بعد بحث طويل عن فرصة عمل جديدة لمواجهة الأوضاع المعيشية الصعبة.

 

لا يأس مع الحياة

 

يتابع سفيان حديثه لبلقيس" بدأت مشروعي هذا بجمع وتشكيل الإطارات المستعملة التي هي لا شيء في الشارع وهي عبئ على السلطات قبل نحو عامين، واتخذ من سطح منزلي هذا مكان وورشة لإنتاج الأشياء الجميلة.

 

ويضيف" لا يأس مع الحياة فقد استغلينا هذه الإطارات وأعدنا تشكيلها إلى مزهريات وأشكال جمالية ومجسمات تستخدم في الحدائق وألعاب للأطفال وأدوات منزلية كالكراسي وأدوات للزينة وأعدنا استخدامها في مجالات عدة".

 7777.JPG

وفي سطح المنزل الذي لا يزيد مساحته عن 7 أمتار وسط العاصمة صنعاء، يجد سفيان أفق وسماء لإخراج مواهبه في هذه المهنة الجديدة التي خلقها لنفسه، فقد قسم هذا المكان إلى مكان للإطارات التي يجمعها وسيعيد تصنعيها وبجوارها ورشة فيها جميع متطلبات عمله فضلاً عن خيمة رمادية صغيرة يتخذها للراحة بين حين وآخر اثناء عمله.

 

آلية العمل

 

يشرح نعمان طبيعة والية العمل لديه ويقول أن أعداد هذه الأشكال الفنية الجميلة تتم بأربع مراحل يمر بها الإطار التالف حتى يتم تدويره إلى مجسم وشكل جمالي صديق للبيئة، حيث تبدأ بالجمع من مواقع معينة ومن ثم يتم العمل على فرزها وتعريضها لأشعة الشمس لمدة لا تقل عن يومين متتاليين، وتأتي بعدها مرحلة تشكيل المنتج وفي المرحلة الأخيرة الطلاء والرنج.

 

وتتراوح سعر منتجات نعمان الفنية بين الخمسة الاف الريال، والخمسين ألف ريال وصولا إلى 100 ألف ريال في الأعمال الكبيرة، وتختلف الأسعار بحسب الشكل والحجم والإمكانيات التي تتوفر لتنفيذ المشروع.

 

يشير نعمان بيده اليسرى إلى مجسم على شكل بطة، ويقول " بالنسبة لهذا المجسم يعتبر طير "بطة" شكلته من بواقي الإطارات بعد قلب هذه الإطارات وفتحها ومن ثم تقطيعه والاستفادة أيضاً من بواقي إطارات في صنع الأجنحة والذيل والمنقار.

 

يضيف نعمان" هذا الطير استغرق تقريباً عمل لمدة ثلاثة أيام وسعره لا يتجاوز السبعة الآلف ريال يمني، ويوجد بعض الأشكال تستطيع انتاجها في يوم واحد، ولكن بعض المجسمات التي فيها تعقيدات واعمال صعبة تكون اوقاتها أطول.

 

ولم تكن هذه الحرفة سهلة لشخص آخر غير سفيان الذي يهوى الرسم منذ نعومة أضافره، ما مكنه من أداء عمله بكل يسر وكسب القليل من المال في مقابل الهدف الأسمى في نجاح مشروعه ونشر هذه الحرفة وإيصالها لكافة المدن والمناطق اليمنية.

 

ويتحدث نعمان عن بداياته في هذه المهنة حيث أخذ على عاتقه تعليم العديد من الشباب النازحين والعاطلين عن العمل على كافة الفنون التي يستخدمها لإعادة تدوير الاطارات التالفة، ويطمح في تشكيل فريق عمل متكامل يمكنه نشر هذه الحرفة التي سوف تخفف ايضا من اعباء الدولة والسلطات في التخلص من هذه الإطارات.

 

ويضيف نعمان "أكثر من 25 شاب عاطل من مختلف المحافظات اليمنية تم تدريبهم على هذه الحرفة، واكسبناهم مهارات تساعدهم على توفير لقمة العيش.

 

أحببت الفكرة

 

غادر "محمد فارع" من الحديدة متوجها صوب صنعاء قبل عام ونصف بعد ان انتشرت صور الأعمال الفنية التي تبناها معلمه نعمان سفيان ونشرها على صفحته في منصة التواصل الاجتماعي فيس بوك، ومن شده تعلقه بالحرفة، أصبح اليوم من كبار العاملين في الورشة إلى جانب نعمان.

 1.jpg

يقول فارع أنه وصل على وجه السرعة إلى منزل سفيان بعد التواصل معه تلفونياً وحصل على الترحيب الجميل وتمكن حتى الآن قطع شوطاً كبيراً في الورشة وتمكن من إتقانها كما أصبح قادراً على صناعة الكراسي والمزهريات وبعض الأشكال الفنية الجميلة.

 

وبحسب مسؤول في مركز التوعية البيئية بأمانة العاصمة، فان السلطات البيئية تواجه صعوبات جمة جراء تراكم أكوام الاطارات التالفة وصعوبة التخلص منها في ظل غياب الادوات اللازمة لذلك في الوقت الراهن.

 

ويضيف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، "تقتصر طرق التخلص منها في عمليات الحرق التي تسبب تلوث بيئي كبير في الهوى والتي تؤدي بدورها الي امراض الربو والجهاز التنفسي.