بالصور .. بلقيس تكشف بيع الحوثيين للمساعدات الإنسانية في محافظة إب

  • معد التقرير: قناة بلقيس - إب - خاص
  • 13,مايو 2019

فرض الإتاوات، وتحت مسميات شتى، سلاح تستخدمه مليشيا الحوثي من آن لآخر لنهب أموال التجار والمحلات في المناطق الخاضعة لسيطرتها باليمن.

 

ومع موسم شهر رمضان ابتدعت مليشيا الحوثي كعادتها طريقة جديدة لإجبار التجار وأصحاب المحلات على دفع جبايات.

ففي محافظة إب وسط اليمن الخاضعة لسيطرة المليشيا تم ابتكار قائمة سعرية للسلع الاستهلاكية وزعتها على كل المحلات التجارية بالمدينة، ضمن مسلسل النهب والسلب لأموال اليمنيين وممتلكاتهم الذي تمارسه طيلة السنوات الخمس الماضية.

 

قائمة سعرية للابتزاز

 

أصدر مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب الخاضع لسيطرة المليشيا قائمة سعرية للسلع الأساسية والإستهلاكية لرمضان، وألزمت المليشيا المحلات التجارية بعرض قائمة الاسعار في تلك المحلات على الدوام.

 

واستطلع موقع قناة "بلقيس" بعض أصحاب المحال التجارية عن تلك القائمة والتي قالوا إنها اجراءات شكلية غير معمول بها، لغرض الابتزاز - وفق تعبيرهم.

8888.JPG

وأوضحوا أن مندوبي مكتب وزارة الصناعة بالمحافظة - التابعين للحوثيين- يأخذون على كل صاحب محال مبلغ 5 آلاف ريال قيمة القائمة السعرية للسلع الاساسية والاستهلاكية جزاء تعليقها على أبواب المحلات، بالإضافة إلى مبلغ 500 ريال تدفع يومياً خلال أيام رمضان لتلك المندوبين بإسم الإشراف والمراقبة على البيع والشراء وفقا للقائمة، وتدفع تلك المبالغ بدون سندات قبض.

 

بهذا يشكو "بسام عبدالله" (37) عاماً - صاحب محل بهارات- من ابتزاز الحوثيين، وقال عن القائمة السعرية للمواد الاستهلاكية التابعة للمليشيا بأنها ضحك على الذقون وذر الرماد على العيون.

 

واضاف: "قائمة الحوثوين غير صحيحة، غالبية السلع نشتريها من تجار الجملة بأعلى من القيمة المحددة بالتسعيرة، وبعض السلع نبيعها بأقل ما جاء في القائمة".

 

"علي الحبيشي" أحد تجار الجملة عند سؤالنا له عن ارتفاع الأسعار في رمضان، ودعوى ضبط الحوثيين للأسعار، علل ذلك إلى رفع الحوثيين للضرائب.

3564.JPG

وعزى الحبيشي ارتفاع أسعار السلع إلى الضرائب الإضافية غير القانونية التي تقوم بفرضها جماعة الحوثيين والإتاوات التي يتم فرضها في نقاط التفتيش الأمنية على حاويات التجار القادمة من ميناء عدن(جنوب)، بالإضافة إلى دفع ضرائب ثانية في الجمارك التي استحدثتها الجماعة على مدخل إب الجنوبي بمفرق ميتم.

 

وتتنامى حالة السخط في أوساط اليمنيين جراء ممارسات النهب المنظم من قبل مليشيات الحوثي والتي طالت ممتلكات الناس ومصادر رزقهم وفرضت عليهم كلفة المشاركة في الحرب من أموالهم الخاصة.

 

"م .ح" مالك محل تجاري - لم نذكر اسمه خوفا على حياته - شكا لموقع "قناة بلقيس" عن الجبايات التي تأخذها مليشيا الحوثي باسم المجهود الحرب وحق رمضان وغيره.

 

وبحسرة كبيرة يقول "م .ح " "هؤلاء لصوص وقطاع طرق يقتلون المقتول ويمشون في جنازته"، بإشارة منه إلى ابتزاز الحوثيين.

 

ويضيف: "الشحات يستحي قليلاً.. ومليشيا الحوثي لصوص وبلا حياء"، لافتا إلى الجبايات التي تفرضها المليشيا بين الفينة والأخرى وبمسميات واهية.

 

يمضي التاجر حديثه لموقع "قناة بلقيس" ساخراً من القائمة السعرية للسلع "هذه الجماعة تريد اسقاط التهمة عنها بتلك الاسعار، بغرض التنصل من مسؤولياتها امام المواطنين ولو شكليا".

4523452.JPG

وتابع: "لو كانت مليشيا الحوثي همها مصلحة المواطن (المستهلك) كان أولى بها أن تعطيهم المساعدات الاغاثية التي تسرقها من افواه المساكين وتبيعها سوق سوداء".

 

وأشار إلى أنه يشترى بشكل دائم سلع غذائية من أحد مشرفي المليشيا بالمدينة وهي من المساعدات الإغاثية، والذي اطلع موقع "قناة بلقيس" على بعض السلع المشتراه من مشرف الجماعة وعليها شعار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.

78998967.JPG

رفع زكاة الفطر 300%

 

وأصدرت مليشيا الحوثي مطلع مايو الجاري، تعميماً برفع زكاة الفطر (النفوس) على المواطنين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها بنسبة 300 %.

 

وفقا للتعميم للمليشيا الذي أصدرته ما تسمى بـ"الهيئة العامة للزكاة" على مدراء مكاتب الهيئة التابعة لها بتحديد سعر 500 ريال على النفس الواحدة بعد أن كانت خلال السنوات الماضية 200 ريال على كل نفس.

 

وألزم التعميم المالية التابعة للمليشيا والمكاتب التنفيذية وشركات القطاع العام والمختلط بخصم زكاة الفطر على جميع الموظفين ومن يعولون وذلك من نصف الراتب الذي زعمت انها ستسلمه خلال شهر رمضان المبارك.

 

وتقدر الأموال التي تجمعها مليشيا الحوثي في محافظة إب من التجار والمحلات التجارية من (القائمة السعرية للسلع الاستهلاكية) بالمليارات في مدينة مزدحمة يتواجد فيها آلاف المحلات التجارية.

978090890.JPG

وتركت الحرب المستمرة، تداعيات اقتصادية ومعيشية صعبة أبرزها ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، وزيادة معدلات البطالة ومعاناة ما لا يقل عن 10 ملايين نسمة من انعدام الأمن الغذائي.

وأعلنت الأمم المتحدة، الخميس الماضي، أن حوالي 10 ملايين شخص في اليمن أصبحوا الآن على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وأنها تبذل قصارى جهدها مع الشركاء لمساعدتهم.