باعة على أرصفة الشوارع .. مشاريع صغيرة تزدهر في رمضان

  • معد التقرير: حسان محمد - صنعاء - خاص
  • 13,مايو 2019

مع إطلالة هلال شهر رمضان يعود الشاب اليمني بسام علي لافتتاح مشروعه الرمضاني الصغير الذي بدأ العمل به منذ سنوات ليتمكن في إعانة أسرته وتحسين دخلها بما أمكن .


خلية نحل

 

بسام الشاب المهذب ما يزال في سن المراهقة لكن الواقع والظروف المعيشية دفعته مثل الكثير من أقرانه إلى السوق والعمل للمشاركة في تحمل عبء ومسئولية البيت .

 

في العصر يخرج بسام من منزله حاملاً أكياس حلويات البسبوسة والرواني وغيرها، لتحط به الخطى أمام بوابة سوق "شرف الدين" لبيع القات شمال العاصمة صنعاء ،ويبدأ عملية التسويق والبيع لبضاعته تحت أشعة الشمس حتى المغرب.

88888.JPG

غير مهم حساب التكاليف والأرباح، ويكفي أي مبلغ يساعد الأسرة في تغطية النفقات الأساسية للمنزل كما يقول لـ " بلقيس "، ويضيف ان شهر رمضان يأتي ومعه البركة وتنتعش الأسواق وتفتح أبواب رزق جديدة لكثير من الأسر.



ليس بسام وحده من يعمل داخل الأسرة ، فالجميع يشارك في العمل كخلية نحل متعاونة ومترابطة ولكل فرد دور في إخراج المنتج إلى السوق وبيعه .

 

نتعاون لنعيش

 

بسام واحد من سبعة إخوة لأب كان يعمل في الحقل التربوي وفقد راتبه ولم يستطع ان يضم اسمه إلى 297,710 موظفا قالت الحكومة الشرعية أنها تسلم مرتباتهم من إجمالي (472,353) موظفا في القطاع المدني وبنسبة تتجاوز الـ 63% في عموم الجمهورية.

999.JPG

يقول بسام انه اضطر للعمل لان الأسرة التي تعيش في منزل للإيجار لم يعد لها بعد توقف راتب والده اي مصدر دخل أو باب للرزق ولذا على الأسرة ان تتعاون لتعيش بكرامة.

 

يعود بسام إلى المنزل لتستقبله الأسرة بالترحيب والابتسامة لنجاح المشروع الرمضاني في تلك اليوم ، والبدء بالتحضير لمنتج اليوم التالي .

 

ازدهار الأسواق

 

ليس بسام وحده من يوفر له رمضان فرصة عمل، فمع الغروب تكتظ أسواق صنعاء بالباعة على أرصفة الشوارع، كل واحد منهم يبحث عن رزقه وما قسمه الله له، وبين هؤلاء الباعة يقف سيلان الجبل ليبيع عصير الليمون للمارة في سوق الحصبة.

 

يعمل سيلان الجبل في إحدى اللوكندات طوال العام لكنه خلال شهر رمضان يخرج بمولد الكهرباء الصغير وعصارته للعمل و بالسوق لسد احتياجات أسرته .


يقول الجبل لـ " بلقيس " ان الحياة صارت صعبة ولا بد من الكد والعمل وعدم الاتكال على احد، وشهر رمضان بركة في كل شيء وخاصة للفقراء الذين يجدوا في حركة السوق فرصة للرزق الحلال.

1111111.JPG

"يبيع الجبل العصير الذي تضمه كثير من الأسر إلى موائد الإفطار للتخفيف من العطش في قوارير المياه المعدنية بسعر 200 ريال للواحدة ، ليربح مابين 1500 إلى 2000 ريال في اليوم" بحسب قوله.

 

وعلى مقربة منه كان بائع السنبوسة خالد عبدالسلام مشغولاً بتلبية طلبات زبائنه ، وبائعات اللحوح يعرضن بضاعتهن على المارة ، والسوق يعج بالحركة والعمل وبأصوات الباعة.