الهاتف الشخصي .. دليل الاتهام والإدانة في نقاط تفتيش الحوثيين

  • معد التقرير: قناة بلقيس- خاص - زكريا حزام
  • 24,يوليو 2019
سنة وسبعة أشهر ظل عبدالله الزبيدي خلف معتقلات الحوثيين يتلقى أنواع المهانة والضرب بعد القبض عليه في نقطة تفتيش في مديرية الخوخة قبل تحريرها من قبل ألوية العمالقة التابعة للحكومة الشرعية بسبب رسالة وجدوها في تلفونه الشخصي.

سجن طويل

تلقى عبدالله ضربا مبرحا من القائمين على السجن وتورمت مؤخرته حتى انه لم يستطيع النوم على ظهره لشهور ، وحاولوا إلصاق تهم الخيانة ومراسلة من يصفوهم بالمرتزقة والعدوان وتقديم إحداثيات عن مواقعهم العسكرية.

يقول الزبيدي لـ " بلقيس " كنت من المتعاطفين مع الحوثيين وكانت الإدانة رسالة رد على احد أقاربي بعدن قال برسالته إن الشرعية قادمة لتحرير الخوخة فرديت انه من المحال دخول الخوخة فالحوثيين رجال حرب وجاهزين للمعركة ويتواجدون في متاريس منتشرة بكل المزارع والممرات.  

فشل الزبيدي إقناعهم انه في صفهم ورسالته تحمل تحدي للشرعية فقط لكن دون جدوى ، واستمر يتنقل في سجون سرية بالحديدة لأكثر من سنة اخرجوا خلالها كل رسائله الصادرة والواردة منذ بداية الحرب.
لم يجد المحققون دليل إدانه إلا أنهم لم يطلقوا سراحه وكان من ضمن الذين نقلوا إلى سجون صنعاء عند بدء العملية العسكرية لتحرير مدينة الحديدة ولم يُطلق سراحه إلا بعد سجنه شهور بصنعاء.  

أدلة خاطئة

هاجس الخوف من تفتيش نقاط الحوثيين للهواتف جعل كثيرين من المسافرين يتفحصوا تلفوناتهم ويحذفوا كل ما يمكن أن يوقعهم في دائرة الشك لكن ياسين مقبل يعتقد أن محتويات الهاتف لا تعبر بالضرورة عن مالكه وكثيرا من الرسائل والصور تأتي من مجموعات أو زملاء وتحمل وجهة نظر صاحبها فقط ، ولهذا أحس ياسين بالإحباط والضيق عندما حذفت كل ملفات هاتفه التي تحوي صور ورسائل خاصة وتهمه قبل يوم واحد من سفره من صنعاء إلى تعز.

وتحول ضيق مقبل إلى ارتياح وابتسامة عريضة وأحس انه محظوظاً عندما طلبت نقطة تفتيش للحوثيين بذمار من المسافرين هواتفهم وقام أفرادها بفحصها بدقة و لم يجدوا بتلفونه شيء .. كما يقول لـ " بلقيس "
ويضيف كان يحتوي هاتفي على كثير من المشاركات والصور التي ستعد دليل ادانة واتهام حتى وإن لم تعبر عن رائي .

وغالبا ما ينصح سائقو مركبات الأجرة المسافرين بفحص هواتفهم والحذر من وجود ما يوقعهم بالمشاكل ، وهذا ما جنب صادق اللواع وزملائه من الاحتجاز عند سفرهم في رحلة عمل من صنعاء إلى تعز وجعلهم لا ينتظرون كثيرا في نقطة تفتيش الحوثيين بالحوبان.
 
888888888
 
يقول اللواع لـ " بلقيس " اخذ الحوثيون هواتفنا وفحصوا ملفاتها ورسائلها بدقة وكأنهم يريدوا الحصول على سبب لاحتجازنا لكنهم لم يعثروا على أي   إدانات فردوها إلينا وأكملنا الرحلة بسلام
ويوضح اللواع أن من ضمن عمليات التفتيش أن يبحثوا عن كلمة الحوثي في الواتس آب ، لتظهر كل المشاركات والرسائل التي تحوي الكلمة ويستخدموها كدليل اتهام لمناهضة الجماعة أو التعاون مع ما يسمونهم المرتزقة أو العدوان   .

كابوس السفر

وبسبب الهاتف تحول التفكير في السفر إلى كابوس يقلق صفوان الصبري بعد  احتجازه في نقطة أمنية للحوثيين بين محافظتي إب والضالع لأكثر من 24 ساعة وكادوا يحولوه إلى التحقيق والسجن الذي لم يكن ليخرج منه إلا بعد سنوات لولا تدخل زملائه الذين توسطوا له عند مشرفين حوثيين بصنعاء وتمكنوا من إطلاق سراحه.

اضطر الصبري للسفر من صنعاء إلى عدن لاستصدار جواز سفر بعد تعميم الحكومة الشرعية منع التعامل مع الجوازات والوثائق الصادرة من المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيات لكنه وجد نفسه متهم بمحاولة الالتحاق بالشرعية والانضمام إلى صفوفهم.

أكثر من أربع مرات أعاد الحوثيون شحن بطارية هاتفه وهم يتناوبون على  فحص محتوياته وعلى الرغم أنهم لم يجدوا ما يدينه إلا أنهم استمروا بتوجيه تهم العمالة والارتزاق .. كما يؤكد الصبري لـ " بلقيس " .

الخوف والقلق من السفر صار يؤرق كل من يضطر على التنقل بين المحافظات التابعة لجماعة سيطرة الحوثي أو من المحافظات الشمالية إلى الجنوبية وصار الهاتف احد المخاطر التي تهدد المسافر وربما تحوله إلى معتقل دون ذنب اقترفه ، ومليشيات الحوثي ليست الخطر الوحيد على طرقات المسافرين ، والأحزمة الأمنية التابعة للإمارات وخاصة بمداخل محافظتي الضالع وعدن تمارس نفس أسلوب الإذلال والتخوين على القادمين من الشمال.