الأضحية .. شعائر عيدية مسلوبة من بيوت اليمنيين

  • معد التقرير: قناة بلقيس - زكريا حزام - خاص
  • 30,يوليو 2019

بحماس شديد أخبر معاذ النهاري أسرته أنه سيشتري هذا العام أضحية بعد أن وصلته حوالة مالية من قريبه المغترب، وفي بداية شهر ذو القعدة استيقظ باكراً واصطحب ابنه الأكبر معه إلى سوق المواشي بنقم - شرق صنعاء - حتى يساعده في الاختيار ولا يغشه السماسرة، لكنه ما أن أخذ جولة بالسوق وتعرف على أسعار الأضاحي حتى ألغى الفكرة وطلب من ابنه العودة للمنزل.

مشروع أضحية

 

خصص النهاري 35000 ريال لشراء الأضحية وذهب إلى السوق ببداية شهر ذو القعدة خوفاً أن ترتفع أسعار المواشي كما يحدث كل عام لكنه عاد خالي الوفاض حتى من فكرة الأضحية.

 

يقول النهاري لـ " بلقيس " لم أضحي منذ بداية الحرب وكنت متفائلاً هذا العام أني سأحدث تغيير ولهذا خصصت مبلغ للأضحية إلا أنه ليس لنا نصيب وقدرنا أن يكون هذا العام كالأعوام السابقة .

 


لكن مشروع الأضحية لم يعد مطروحاً في حسبان صديق الذبحاني والفكرة فالظروف التي يمر بها تجعل تفكيره ينحصر على الأساسيات ولقمة العيش وإن استطاع توفير كسوة أولاده بملابس رخيصة فهذا يعد انجاز بالنسبة له.

67856785678.jpg

يسخر الذبحاني الذي كان مديراً عاماً في مؤسسة حكومية من الوضع الذي وصل الناس له ويقول لـ " بلقيس " في العام الماضي ضحى البعض بالكباش والأثوار، وضحيت بدجاجة اشتريتها قبل يوم من العيد لأن محلات بيع الدجاج تغلق يوم العيد.

 

ويضيف الأضحية ليست شعيرة دينية فقط وإنما جزء من طقوس وفرحة العيد لكن خلال سنوات الحرب ضاق الحال وتوقف كثير من الناس وخاصة الموظفين عن شراء الأضحية وتحولوا إلى شراء اللحم بالكيلو أو دجاج في أفضل الأحوال .

 

مهر عروس

 

أسعار المواشي والأضاحي بشكل خاص ارتفع بشكل كبير خاصة بالأعوام السابقة، وسعر أصغر أضحية لا تقل عن 40 ألف ريال للأغنام والماعز وتصل أسعارها إلى 120 ألف ريال أما الأبقار فيصل أسعارها إلى مليون ريال، كما يؤكد عبدالرحمن التويتي أحد السماسرة بسوق المواشي بسوق نقم لـ " بلقيس ".

 

يبتسم التويتي وهو يتحدث عن أسعار الأضاحي ، ويضيف "قيمة الثور تساوي مهر عروس أو عروسين ولم يعد قادراً على مهر الثور إلا قليل من الناس .

 

وارتفعت أسعار اللحوم هذا العام إلى 5000 ريال للكيلو وصار من الصعب على الموظفين خاصة الواقعين بمحافظات سيطرة مليشيا الحوثي الذين لم يستلموا رواتبهم منذ ثلاثة أعوام أو الذين فقدوا وظائفهم شراء اللحم ولو بالكيلو من محلات الجزارين.

 

فلم يستطيع عبدالواحد هاشم –موظف حكومي– شراء الأضحية حتى قبل اندلاع الحرب نهاية العام 2014 لأن راتبه لا يصل إلى قيمة الكبش وكان يشتري اللحم من الجزارين لكنه حالياً عاجزاً عن الأضحية أو شراء كيلو من اللحم.

 

ويردد هاشم وكثيرون ممن لم يستطيعوا شراء الأضحية أو كسوة العيد لأبنائهم " العيد عيد العافية " لتخفيف الضغط النفسي عليهم وعائلاتهم وللقبول بالأمر الواقع المفروض عليهم ، لكن روح التعاون والتكافل السائدة بين الناس في صنعاء تمثل مؤاساة لمن لم يقدروا امتلاك أضحية فجيرانه لا ينسوا مشاركته أضحيتهم في كل عام. كما يقول لـ " بلقيس ".

 

سنة غير ملزمة

 

وتعد الأضحية التي وضعت لها العديد من الضوابط الفقهية خاصة بتحديد السن والمواصفات الجسدية أو عدد المشاركين فيها سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بحسب جمهور العلماء الذين يرون أنها واجبة على القادرين على تكلفة الأضحية وغير ملزمة على غير المقتدرين.

356546345.jpg

ويروي أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ضحى بكبشين أملحين الأول عنه وعن أهل بيته والثاني عنه وعن غير المقتدرين من أمته.

 

قبل الحرب تمكنت أسر كثيرة من الحصول على اضحية وتنافست الجمعيات الخيرية على توزيع لحوم الأضاحي على الفقراء وبعض الموظفين لكن معظم أنشطة الجمعيات توقفت نظرا لأساليب التضييق التي تمارسه جماعة الحوثي ولم يبقى إلا المملوكة لعناصر من الجماعة أو شخصيات مقربة منها، ولهذا فقد حمدي أضحيته التي كان يحصل عليها من جمعية الإصلاح الخيرية كل عيد.