أحداث عدن.. هل ثبت فشل سياسات ما بعد التحرير؟

  • معد التقرير: قناة بلقيس - خاص
  • 03,أغسطس 2019

في عملية هي الأولى من نوعها، تقريباً، أعلنت مليشيا الحوثي عن مسؤوليتها عن حادثة استهداف عرض عسكري وسط العاصمة المؤقتة عدن، وهو الحادث الذي يعيد إلى الواجهة النقاش حول مدى نجاح السياسات القائمة بعد أكثر من أربعة أعوام من الحرب ضد مليشيا الحوثي.

بعيداً عن ملابسات الحادثة، ووجهات النظر المتعددة حول أهدافها، فإن العملية تعد دليلاً واضحاً على خطأ سياسات ما بعد التحرير، من وجهة نظر كثيرين، فهل آن الأوان لمراجعة تلك السياسات والمضي قدماً في معركة إسقاط سلطة المليشيا في صنعاء؟

علاقة شركاء الحرب

وحول هذا الموضوع، قال الناشط السياسي أحمد الصالح إن هناك مشكلة كبيرة ومعقدة بين شركاء الحرب (الأطراف التي تقاتل الحوثي)، ولا توجد هناك مكاشفة حقيقية لما يفترض البناء عليه، لافتا إلى أن جريمة الخميس أثبتت بأن المناطق المحررة مناطق مكشوفة، بالتالي فعملية الخميس في عدن ستتكرر في مناطق أخرى.
 
الصالح أوضح، خلال حديثه للبرنامج الأسبوعي "فضاء حر" على شاشة بلقيس مساء أمس الجمعة، أن هذه المشكلة الكبيرة يجب الاعتراف بها وإعادة صياغة وتقييم العلاقة بين الأطراف والاتجاه صوب المعركة الحقيقية وهي القضاء على المليشيات الحوثية، لأن بقاء المليشيات الحوثية بهذا الشكل سوف تمتد يدها إلى كل مكان ولن تستثني أحد.
 
بدوره؛ الصحفي أنيس منصور قال إن هناك أوراق تلعب من خلف الكواليس تظل أدواتها مكشوفة ومفضوحة.
منصور لفت إلى أن الموقع الاستراتيجي لعدن جعلها محل أطماع ومؤامرات كثيرة، سواء المؤامرات القادمة من إيران وأطماعها، أو المؤامرات التي دخلت على أنها ستحرر اليمن من إيران واتضح أن الهدف ليس تحريرها من إيران ولكن الهدف هو السيطرة والاطماع.
وتطرق منصور إلى حادثة عدن، وقال أنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لأن هناك ألغام زرعت، بسبب خروج الإمارات عن المسار العام للتحالف وعن الهدف الأساسي للتحالف، مشيرا إلى أن القضية اليوم لم تعد قضية الجنوب وقضية الانفصال.
 
تصفية القيادات
 
وأوضح منصور أن الإمارات هي من صدرت الكراهية للجنوبيين وأضاعت قضية الجنوب وهي التي قامت بتحويل الجنوب الى كنتونات صغيرة متصارعة، وعززت ثقافة الكراهية، وهي التي تدعم الإرهاب.
منصور ذهب بالقول أن الإمارات وراء تصفية الموالين لها بعد أن انكشفت الأوراق واتضحت الصورة وظهرت ملفات خلايا الاغتيالات التي يتزعمها هاني بن بريك، بالتالي جاءت الآن مرحلة تصفية الشهود ومرحلة تصفية بعض القيادات.
 
 
الصالح اعتبر كلام منصور حول وقوف الإمارات وراء تصفية ابو اليمامة بالتفسير الساذج والطفولي، مبينا أن من استدعاء الإمارات هي الشرعية وليس أبناء الجنوب، متسائلا كيف ستقف الإمارات وراء تصفية أبو اليمامة في ظل وجود قائد قوات التحالف وعدد من القيادات في العرض العسكري.

وأردف صالح إلى أن رغم "تحفظنا على الشراكة مع التحالف والإمارات لكننا لا زلنا معهم في خندق واحد، لأن وجودهم معنا ضرورة حتمية لنا جميعا".
 
وربط منصور تصفية الإمارات للموالين لها بتشوه صورتها والتي أصبحت سوداء في الملف اليمني من خلال عمليات الاغتصابات والسجون السرية والتي من خلالها بدأت أوراق أخرى تظهر للحقيقة وللواقع، وهذه الأوراق لا تريد الإمارات أن تظهر أو تكون عليها كشاهد في ظل الواقع والصراع الحاصل، بحسب منصور.

مضيفا أن الإمارات خنجر مسموم بحق اليمن وبحق الشرعية ولديها أطماع اقتصادية في الموانئ والسواحل اليمنية.
 
وتبادل الضيفان الحديث عن وجود قائد قوات التحالف في منصة العرض بمعسكر الجلاء أثناء استهدافه من قبل الحوثيين من عدمه، حيث أكد الصالح وجود قائد قوات التحالف وضباط آخرين، فيما نفى منصور هذا الحديث نفيا قاطعا.
وحول تعمد المجلس الانتقالي تجاهل اعتراف الحوثي بالمسئوولية عن الهجوم وذهابهم بالتهديد باتجاهات أخرى، قال منصور إن الانتقالي يستخدم اسطوانة الاصلاح وقطر في كل حادثة تحدث في الجنوب.
 
منصور قال إن الشرعية تعرضت لطعنات وممارسات تقوم بها الإمارات وهذه الممارسات خدمة مجانية للحوثيين، مضيفا أن العتاد والسلاح الموجود في المناطق الشرعية لو ذهب لإمداد الجبهات لكان التحرير قد انتهى منذ زمن، لكنها (الإمارات) قامت بأربع محاولات انقلاب داخل مناطق الشرعية.

من جهته؛ نفى الصالح الممارسات التي تطال أبناء المحافظات الشمالية وممتلكاتهم من قبل قوات الحزام الأمني، معتبرا الصور التي تداولت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي لعربات تنقل مواطني هذه المحافظات بالقديمة، وأن حصلت بعض هذه الممارسات-بحسب الصالح-فهي لأفراد مدسوسين  يحاولون الاصطياد بالماء العكر ولا يمثلون كيانات سياسية او تيارات او لمشروع وأبناء الجنوب.