هل ما يحدث في الأيام الأخيرة طبيعي وتلقائي وعفوي، ناتج عن تداعيات الحرب وغياب الدولة، ونقص الموارد، أم أنه أمر مخطط له ومدروس من قبل جهات بعينها، لأغراض معينة؟. ما علاقة انهيار العملة اليمنية، واغتيالات عدن، وبيان المجلس الانتقالي الأخير، وإفراج الحوثيين عن أولاد علي عبد الله صالح، وجولات المبعوث الدولي المكوكية، ما علاقة ذلك وغيره بالطبخة التي تحضرها دول التحالف والأمريكان لليمن

بالأمس مرت الذكرى الرابعة لأسوأ نكبة تعرضت لها اليمن في تاريخها الحديث. النكبة التي قتلت عشرات آلاف اليمنين، وأعاقت أضعاف أضعافهم، وشردت ملايين اليمنيين خارج وطنهم، وأسقطت دولتهم وحلمهم في التغيير والتنمية، ومزقت نسيجهم الاجتماعي ووحدتهم الوطنية. إنها نكبة 21 سبتمبر 2014 التي نفذها تحالف الإماميين علي صالح، برعاية إقليمية ودولية وأممية مكشوفة. وفي هذه الذكرى المشئومة لا بد أن نقف معها وقفة حداد ووقفة استعادة ذاكرة من أجل صياغة روايتنا الخاصة بالحدث

نظام الإمارات يشن حربا واسعة النطاق ضد الإسلاميين في كل مكان وبكل إمكاناته المادية والدبلماسية والعسكرية. النظام السعودي ينقلب على الإسلاميين ويحاكم عدداً منهم بتهم سياسية شتى. ونظام مصر ما زال يخوض حربا ضد الإسلاميين بعد أن اعتقل عشرات الآلاف منهم وأودعهم السجون، وبعد أن قتل منهم المئات في محرقة رابعة. .

المجتمعات التي تمر بأزمات سياسية وظروف صعبة مثل التي يمر بها المجتمعان اليمني والعربي اليوم، هذه المجتمعات تضطر فيها النخب إلى فتح ملفات وقضايا فكرية وثقافية حساسة وصادمة أحياناً، ما كان المجتمع يألفها من قبل. لأن الناس في هذه الظروف تربط بين واقعها السيء وبين نظامها الفكري والثقافي.